رسمت متظاهرات نسويات مكسيكيات شعاراتٍ بلون الدماء السبت 15 فبراير/شباط، عند مدخل قصر الرئاسة المكسيكي، حيث احتجت آلاف النساء على جريمة القتل والتقطيع الوحشية التي ارتُكِبَت ضد امرأةٍ شابة “تعرَّضت للطعن والسلخ وتقطيع جثتها”.
كتبت المتظاهرات عباراتٍ مثل “دولة إبادة النساء” و”لن نُسكَت” بعبوات رش الدهانات عند مدخل القصر الوطني بينما كان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يعقد مؤتمره الصحفي اليومي داخله، حسب تقرير صحيفة Daily Mail البريطانية.
اندلعت المظاهرة الساخنة، التي أتت تزامناً مع يوم عيد الحب، بسبب غضبٍ شديد من جرِّاء مقتل المواطنة إنغريد إسكاميلا البالغة من العمر 25 عاماً في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، ونشر صورٍ تفصيلية لجثتها المشوهة في الصحف.
تُعَد هذه الجريمة هي الأحدث في موجةٍ من جرائم القتل الوحشية ضد النساء أطلقت عليها المتظاهرات “جرائم قتل النساء”.
هتافات التظاهرات، رسمت بعض المتظاهرات شعاراتٍ بعبوات رشِّ الدهانات على الدروع البلاستيكية لضباط قوات مكافحة الشغب، بينما هتفت الحشود: “لا تقتلوا امرأة أخرى!” و “نريد العدالة!”. وكتبت إحدى المتظاهرات اسم “إنغريد” بأحرفٍ وردية طويلة على أحد أبواب القصر الأخرى تقديراً للقتيلة.
الشرطة أطلقت رذاذ الفلفل الحار لتفريق المتظاهرات اللواتي حطمن نوافذ إحدى محطات انتظار الحافلات، وخرَّبن لافتاتها.
فيما توجَّهت المئات كذلك في مسيرةٍ نحو مقر إحدى الصُحُف التي نشرت صوراً مروعة لمسرح الجريمة، وأضرمن النيران في شاحنةٍ مُخصَّصة لتوزيع الصحف كانت تقف خارج المقر.
من جانبها تقول الحكومة وبعض الناشطين إنَّ حوالي 10 نساء يُقتلن كل يوم في جميع أنحاء المكسيك لمجرد أنَّهن نساء.
العدد الإجمالي لجرائم قتل النساء في العام الماضي 2019 وصل إلى 3825، ليزداد بنسبة 7% عن عام 2018، وفقاً للإحصاءات الفيدرالية.
قالت ليليا فلورينسو غيريرو، التي قُتلت ابنتها بعنف في 2017: “لا يقتصر الأمر على إنغريد. ثمة آلاف من جرائم قتل النساء. وذلك يملؤنا بالغضب والغيظ”.
طلبت من الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي كان بداخل القصر الرئاسي أثناء الاحتجاجات، فعل المزيد لوقف العنف.
أخريات رسمن شعارات، منها: “إنهم يقتلوننا جميعاً”، على حوائط المباني، وأطلقن لهباً متوهجاً من علب معدنية تحتوي رذاذ طلاء قابل للاشتعال.
الجرائم ضدهن أصبحت مروعة، لم ترتفع وتيرة الهجمات التي تتعرض لها النساء فحسب، بل أصبحت كذلك مروِّعة أكثر.
في سبتمبر/أيلول، أُحرقت موسيقيةٌ شابة من ولاية أواهاكا بجنوب البلاد بالحمض على يد رجلين شهدا بعد ذلك بأنهما كانا يعملان لصالح سياسي ورجل أعمال سابق، يُدَّعى أنه كان على علاقة غرامية بها.
لكن جريمة القتل التي وقعت في الأسبوع الماضي لإسكاميلا، الشابة المكسيكية المقيمة بمكسيكو سيتي والتي يُزعم أن صديقها هو من قتلها، بثت الذُّعر بين المكسيكيين بسبب بشاعتها.
فقد شوَّه الرجل، الذي أُلقي القبض عليه وزُعم أنه قتل إسكاميلا بسكين، جسدها وصَرف جزءاً من جثتها إلى المجاري.
تصاعد السخط الاجتماعي بعد نشر بعض وسائل الإعلام المحلية صوراً مروعة للجثة المسلوخة سُربت على الأرجح على يد ضباط شرطة المدينة.
بيان التظاهرة، المتظاهرون قرأوا الجمعة 14 فبراير/شباط 2020، بياناً يقول: “يثير غضبنا الطريقة التي قُتلت بها إنغريد، وكيف عرضت وسائل الإعلام جثتها. يثير غضبنا أن يحكم علينا الشعب بقوله: “هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعبير عن غضبكن”. لسنا مجنونات، إننا غاضبات”.
في الماضي، تعرضت تظاهرات النساء في مكسيكو سيتي لانتقادات بسبب طلائها آثار المدينة التاريخية وبنيتها التحتية لجمع القمامة، لكن الأضرار التي وقعت يوم الجمعة كانت بسيطة، ولم تتلق أي انتقاد تقريباً.
وزارة الداخلية قالت في بيان لها إنها تُدين نشر وتوزيع هذه المواد؛ لأنها تعيد إيذاء الناس وتعزز الإثارة والفضول المرضي. وهو تعد على كرامة وخصوصية وهوية الضحايا وأسرهم”.
تعليق الرئيس، الرئيس قال في الصباح من قصر الحقبة الاستعمارية الذي شهد وقوف المتظاهرات خارجه إن جرائم القتل تلك كانت جرائم كراهية و “عملاً من أعمال الذكورية الوحشية”.
مضيفاً: “لن أدفن رأسي في الرمال.. ستقدم الحكومة التي أُمثِّلها الرعاية دائماً لضمان سلامة النساء”.
دافعت صحيفة La Prensa المكسيكية، وهي الصحيفة التي نشرت الصورة البشعة على غلافها، عن سجلها في الإبلاغ عن الجريمة والقتل، وهي موضوعات قالت إن الحكومة تفضِّل حفظها بالصمت. وقالت الصحيفة أيضاً إنها منفتحة على مناقشة تعديل معاييرها فيما وراء المتطلبات القانونية.
الصحيفة أضافت في بيان نشرته في صفحتها الأولى يوم الجمعة: “نفهم اليوم أنها لم تكن وافية، وقد انخرطنا في عملية مراجعة أعمق”.
ملأت صحيفة Pasala المكسيكية غلافها بالكامل تقريباً بالصورة، تحت عنوان يصطبغ بصبغة عيد الحب يقول: “لقد كان خطأ كيوبيد”.
وأثار الغلاف الغضب، لا بسبب العرض العنيف، بل بسبب اللهجة المازحة في الحديث عن الجريمة التي أُلقي القبض فيها على شريك إسكاميلا العاطفي.