تشتبك الخيوط والألوان ببعضها، فتبدو كعَزف فني متجانس على قطعة قماش صمّاء، تتحوّل بين يدي صاحبها لـ "لوحات فنية بِروح ملونة، تربط الماضي بالحاضر"، وتَحكي قصّة المطرزات الفلسطينية، التي لم تَعد ترتبط بمنتجاتٍ معينة ولا ألوان محددة.
Yadaiha" " from her hands to yours" .. "يديها"، واحد من المشاريع الفنية للمطرزات الفلسطينية، العاملة في الأسواق المحلية والعربية وبعض الدول الغربية، تُقدم التطريز والمشغولات اليدوية بأشكالٍ وأساليبٍ معاصرة، بألوانٍ غير اعتيادية.
المسؤول على فكرة المشروع محمود أبو شاويش (22 عامًا) يقول: "مشروع يديها، هو شغف مشترك بين مجموعة من النساء، انطلق منذ عامين تقريبًا، ويُقدم بالإبرة والخيط العديد من المشغولات اليدوية بشكلٍ متقن وجميل".
وفي حديث مع "وكالة سند للأنباء" بيّن "أبو شاويش" أن المشروع يعتمد على طريقتين، الأولى: تعليم السيدات الموهوبات، وكيفية الولوج في أساليب معاصرة مع الحفاظ على أصالة التراث الفلسطيني.
أما الطريقة الثانية للمشروع، هي تسويق منتجات تراثية لفلسطينيات، لا يجدن الأسلوب المناسب للتسويق الخارجي تحديدًا.
واستفاد من المشروع حتى اللحظة ما يزيد عن 50 سيدة فلسطينية، وتقوم إدارة المشروع بتصوير المنتجات والمشغولات اليدوية، وعرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار مسؤول المشروع إلى أن بيع منتجات المشروع، تتم بشكلٍ أساسي في أربعة أسواق، وهي "غزة، والقدس، والأردن، والولايات المتحدة الأمريكية".
وفي سؤالنا "لكنّ هل عمل السيدات ثابت ضمن المشروع؟ أجاب: "لا بل حسب الطلب، وغالبًا يزداد الإقبال في مناسبات الموسمية كرأس السنة الميلادية، وعيد الأم ، ومواسم التخرج والأفراح".
إلى جانب تقديم المشغولات اليدوية بطُرقٍ وأساليب معاصرة ومُلفتة، يُقدم المشروع المشتريات بغلافٍ مكتوب عليه اسم صاحبة وقصتها، ورقم تواصل معها، يُردف "أبو شاويش": "هذه الطريقة تُشعر الزبائن، كما لو أنها هدية مُقدمة له، إضافة لذلك فهو يُساهم في الدعم والترويج لأصحاب القطع".
وفي تقييم التسويق الخارجي، لفت إلى أن هناك مصداقية أكثر، فالزبائن، يشعرون بقيمة كل "قطعة كونها قادمة من فلسطين، وقطاع غزة المحاصر تحديدًا".
وشارك مشروع "يديها" في العديد من المعارض الدولية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يُشارك شهريًا بـ 4 معارض، وهذا يدعم المشروع ويُوسع رقعة انتشاره، وفق "أبو شاويش".
وخلقت الأساليب المبتكرة والألوان المعاصرة للأعمال التراثية الفلسطينية، أجواءً إيجابية في ترويج منتجات المشروع، يُحدثنا "ضيف سند": "أقحمنا الألوان المعاصرة لأعمالنا كالأخضر والبنفسجي والزهري، وهذا أعطى هذه المشغولات رونقًا جميلًا".
ولم يكتف المشروع بتقدم المشغولات التقليدية من حقائب وشالات، بل تنتج السيدات العاملات فيه، دفاتر الملاحظات، وفواصل الكتب، والإكسسوارت التي تُحاكي الذائقة الجمالية للفتيات، وغيرها من المنتجات.
وتطرق محمود أبو شاويش، لأبرز المعيقات التي تواجه مشروعهم، أبرزها: عدم توفر المواد الخام بشكلٍ دائم في أسواق قطاع غزة، إضافة إلى أن تكلفة الشحن للخارج مكلفة جدًا وهذا يحد من تحقيق هدف المشروع في الوصول للعالمية.
"نُريد أن يعرف العالم أن هناك وجه أخر لا يعرفه عن قطاع غزة، وجه يُحب بالحياة والجمال والفن،" بهذه الكلمات خَتم "أبو شاويش" حديثه معنا، في إشارة منه إلى أنهم يعملون بشكلٍ حثيث لإيصال منتجات مشروعهم لكل دول العالم.