يتضايق فئة كبيرة من الأشخاص من صوت مضغ الطعام عند سماعه من أشخاص آخرين، وهي حركة بلع الماء أو السوائل عموما وكذلك حركة اللسان في الفم ينتج عنها صوت يعمل علي إزعاج شخص ما ويظهر ذلك من خلال حركاته ورد فعله في الغالب يكون عنيفا للغاية، لا يعرف الكثير أن هذا الاستياء هو مرض نفسي مزمن ويسمى ميسوفونيا.
هو عبارة عن مرض نفسي يطلق عليه ميسوفونيا أو كراهية سماع الأصوات، تم اكتشاف هذا المرض الغريب من نوعه علي يد باحثين في العلم يحملان الجنسية الأمريكية وهما مارغريت وباول جاستبروف، وقد صدرا إعلانهما باكتشاف مرض الميسوفونيا عام 2000.
قدم العلماء بعد دراسة شديدة تعريفا مفصلا لهذا المرض الغريب وهو الانزعاج الشديد والعصبية مع ردات فعل مبالغ فيها تجاه سماع أصوات مضغ الطعام وليس ذلك فقط بل أيضا مضايقة شديدة تجاه سماع بعض الأصوات الطبيعية مثل الطقطقة وبلغ السوائل والشخير وتحريك اللسان، هنا فرق بين الانزعاج من الأصوات والعصبية بسبب الأصوات هنا يكمن الاختلاف بين المريض بميسوفونيا وبين شخص عادي منزعج.
لم يتلق هذا المرض الدراسة بالشكل المطلوب لأنه علي الرغم من أن الباحثين قضيا وقتا قليلا جدا في البحث عن ذلك المرض واستعراضه بشكل كامل إلا أن باقي الباحثين لم يجدوا ما يشدهم لدراسة هذا المرض النفسي المزمن، إلى أن جاء فريق علم نفس هولندي الجنسية وبدأ بتحمل مسؤولية هذا المرض وبعد سنين طويلة من البحث والتجارب صنف هذا المرض علي انه اضطراب نفسي ولكن بدرجة خفيفة وتم التصريح عن ذلك في عام 2013.
في دراسة أخرى حديثة أجريت علي يد مجموعة من العلماء البريطانيين وجد أن السبب الرئيسي لدى مرضى الميسوفنيا والذي يتسبب في العصبية الشديدة والانزعاج هو المنطقة الموجودة في مقدمة المخ حيث لا تعمل على تنظيم الأصوات أو ردة الفعل المناسبة تجاه موقف مثل باقي الناس.
وقد أجمع العلماء أن مرضى الميسوفنيا في الغالب يكونون أشخاصا مبدعين وعلى درجة عالية من الذكاء ولديهم طبيعة رقيقة وبسيطة كما أنهم يتصفون بالكرم والتواضع، وهذا ما كشفته دراسة أجريت على عدد من مرضى الميسوفنيا على يد بعد الباحثين الأمريكين وذلك في عام 2015، كما تم اكتشاف أن المرضى يكون لهم ردة فعل عنيفة للغاية تصل إلى الضرب أو مغادرة المكان والغضب الشديد والاستهجان.