العراق-صعدت الولايات المتحدة من غارتها على مسلحي "الدولة الاسلامية" شمالي العراق. وقالت وزارة الدفاع الامريكية إن الطائرات الحربية شنت غارتين جديدتين على اهداف للتنظيم بالقرب من مدينة اربيل الكردية.
ويسيطر مسلحو "الدولة الاسلامية" على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية والسورية ويواصلون تحقيق مكاسب ميدانية. وأدى تقدمهم إلى تهجير عشرات الالاف من الاقليات من منازلهم.
كما يسيطرون الان على أكبر سدود العراق.
وتعتبر الغارات التي تشارك فيها ايضا، طائرات أمريكية بدون طيار، هي أول تدخل أمريكي مباشر في العراق منذ الانسحاب من اراضيه عام 2011.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد أمر بشن مثل هذه الغارات الخميس، ولكنه اكد على انه لا ينوي اعادة اي قوات برية الى العراق.
وقال الرئيس اوباما إن "امريكا قادمة لمساعدة الشعب العراقي" مضيفا ان الولايات المتحدة "ستتصرف بعناية ومسؤولية لمنع وقوع جرائم ابادة" بحق الايزيديين والمسيحيين.
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" (الذي كان اسمه سابقا "الدولة الاسلامية في العراق والشام" ) قد سيطر على مدينة الموصل في يونيو / حزيران الماضي.
وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي، سيطر المسلحون على بلدة قره قوش المسيحية.
تحليل بواسطة مراسل بي بي سي في واشنطن ديفيد ويليس
لم يحدد الرئيس الأمريكي باراك اوباما جدولا زمنيا للتدخل الحالي وقال جوش ايرنست الناطق باسم البيت الابيض إن مدة الحملة ستحدد ببساطة وفقا للتطورات على الأرض.
وقال، في النهاية فإن حلا للعنف الحالي يكمن في تشكيل حكومة عراقية تمثل كل الشعب العراقي. وإلى الان فإنه من الصعب التنبوأ بمسار هذا الأمر.
ويقر مسؤولو البيت الأبيض بأنهم قلقون من مستوى كفاءة مقاتلي الدولة الاسلامية - يقولون إنهم مسلحون جيدا ومدربون جيدا- ومن هنا سينتظرون ليروا مدى فعالية الضربات الجوية.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد طلب في يونيو / حزيران مساعدة امريكية لمواجهة تقدم المسلحين، ولكن واشنطن تجاهلت الطلب.
ويقول محللون إن التقدم الذي يحرزه المسلحون علاوة على اخفاق الساسة العراقيين في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ربما غيرت رأي الرئيس الامريكي.
وكان المالكي قد واجه دعوات من العرب السنة والاكراد وبعض الشيعة للتنحي لادائه في ادارة الازمة الراهنة، ولكن المالكي ظل متمسكا بما يقول إنه حقه في تشكيل الحكومة الجديدة كونه زعيم الكتلة الاكبر في البرلمان المنتخب اخيرا.
مساعدات
وأسقطت الولايات المتحدة مساعدات غذائية طارئة من الجو لعشرات الآلاف من اللاجئين المحاصرين في درجات حرارة مرتفعة على منحدر جبلي ناء في العراق. كما تعهدت بريطانيا وفرنسا بتقديم مساعدات للمدنيين.
وتجري الأمم المتحدة استعدادات عاجلة لاقامة ممر انساني. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة ان مئتي الف لاجئ اخر وصلوا الى نهر دجلة في كردستان العراق، فيما توجه آلاف آخرون شمالا إلى الحدود التركية. وعبرت وزارة حقوق الإنسان العراقية عن مخاوف من احتجاز الدولة الاسلامية في الموصل مئات الشابات من الطائفة الايزيدية رهائن.
قلق دولي
وتنامى القلق الدولي بشان مصير الآلاف من المسيحيين العراقيين الذين نزحوا من ديارهم بعد سيطرة مسلحي "الدولة الإسلامية" على بلدة قره قوش في شمال العراق.
ويسود اعتقاد بأن ما يصل إلى 100 ألف مسيحي هربوا، وأنهم تحركوا باتجاه إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي.
وعلى مدار أسابيع، ظلت قوات البيشمركة الكردية تتصدى لمحاولات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية التقدم في المنطقة المحيطة ببلدة قره قوش، إلا أنها جهودها فشلت الاربعاء.
كما يعاني نحو 40 ألف من الاقلية الايزيدية في منطقة جبل سنجار بعد أن وصل مسلحو "الدولة الاسلامية" اليها.BBC