"روحن انضبين احسنلكن، ما بتصدقن على الله ويصير اشي عشان تتشلحن، بناشد الإسعاف والدفاع المدني أن يكون على أهبة الاستعداد لأنها بعد ما أخذت رخصة قاطرة ومقطورة رح يصير الكثير من الكوارث"، وغيرها الكثير من العبارات التي تكتب بطرق سلبية ومنافية لأخلاق المجتمع على مواقع التواصل الإجتماعي.
بهذه الجمل، يستهزئ بعض الناس في المجتمع على منشورات مكتوبة على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن قضايا تحصل في المجتمع، وآخرها كانت حول حراك #طالعات الذي كان يطالب بوقف العنف ضد المرأة.
بعد استطلاع رأي في مدينة جنين على عينة مكونة من 20 شابا وشابة، حول التنمر الالكتروني، كان 90% منهم ضد التنمر وأن أسبابه تعود للتربية والمجتمع المحيط، فكل شخص يعكس صورة أهله ومحيطه، وأضاف البعض أن التنمر قد يؤدي للوفاة بسبب ضغوط نفسية كما حصل مع المواطن المصري الذي انتشرت صورته وهو يصلي على الدراجة الهوائية.
ومن الجهة النفسية تحدثنا مع دكتور علم النفس وائل أبو الحسن، محاضر في الجامعة العربية الأمريكية، قال إنها ظاهرة تعود جذورها لأمور أسرية أو اجتماعية، وتأتي قياسا على المثل "كل إناء بما فيه ينضح" فالشخص السلبي الذي لا يراعي تقاليد المجتمع قادم من أسرة سلبية متمثلة في غياب ذلك النموذج (الأب الأم الأخ أو الأخت الكبرى) في تلك الأسرة.
وتابع أبو الحسن: أن هؤلاء الأشخاص انطلاقا من نظرية المحاكاة في علم النفس فإنهم يمارسون ويسقطون سلبيتهم لأنهم نموذج سلبي، وبما أنها ظاهرة ففي مجتمعنا الفلسطيني هناك الكثير من النماذج السلبية، ولكن لكل قاعدة شواذ فهناك أهل ومجتمع غير سلبيين ويخرج منهم شخص سلبي.
وبين: "بجانب الأسباب الأسرية هناك أسباب أخرى مثل أن يكون هناك نقمة على المجتمع كالنقمة السياسية والاجتماعية وغياب الثقافة البناءة، وأحيانا عدم الرضا عن الذات أو عن النفس أو الواقع الذي يعيشه، بالإضافة إلى أن من يعلق يعتقد نفسه وراء ستار بمعنى أنه محمي لو كان اسمه صريح".
وأضاف أبو الحسن: أن غياب المحاسبة والمساءلة سواء الاجتماعية أو القانونية هي من الأسباب، ومن الناحية القانونية "القانون لا يسري على الجميع فيمكن أن يتم محاسبة شخص دون شخص آخر لأن الأخير بالعامية الفلسطينية "مقرن" (تشبيه بالكبش)"، موضحاً أن الإنصاف في المحاسبة صعب لأن كمية المعلقين كبيرة، ولكن على القضاء أن يبدأ في المحاسبة دون تمييز ليرتدع الآخرين.
المصدر:وطن