أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير نشر اليوم الجمعة، على ضرورة فرض عقوبات على القوات المتناحرة في جنوب السودان وحظر تسليمها أسلحة، واعتبرت أن أعمال العنف بلغت درجة "استثنائية من الوحشية"، وذلك عقب تحذير الأمم المتحدة من أن جنوب السودان على شفا كارثة إنسانية.
وقالت المنظمة -بناء على تقرير أنجز على أساس أربعمائة مقابلة- إن "اتساع نطاق أعمال العنف وخطورتها يبرران فرض حظر تام على الأسلحة في جنوب السودان، وكذلك فرض عقوبات تستهدف تحديدا أشخاصا يتحملون مسؤولية انتهاكات خطيرة للقوانين الدولية".
قتال ومجازر
وقُتل عشرة آلاف شخص على الأقل منذ تفجر قتال عنيف في ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت ومؤيدي رياك مشار نائبه السابق ومنافسه السياسي.
وجدد الصراع توترات عرقية عميقة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. واتفق الرجلان في مايو/أيار الماضي على وقف إطلاق النار والعمل معا لوضع التفاصيل لحكومة انتقالية، غير أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
وأفاد التقرير بأن "هذا النزاع يتسم بالمجازر المعممة التي تطال المدنيين حسب انتماءاتهم العرقية، وبالدمار على نطاق واسع، وبنهب ممتلكات خاصة".
ورغم عدم تأكد المنظمة الحقوقية من حصيلة القتلى في هذه الحرب، فإنها أكدت أن "آلاف المدنيين قتلوا وأحرقت منازل وأسواق وألقيت جثث للطيور الجوارح والكلاب".
وأعلن مسؤول فرع المنظمة في أفريقيا دانيال بيكيلي أن "الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في جنوب السودان خلال الأشهر الأخيرة هي جرائم إثنية سيكون لها صدى على مدى عقود".
كارثة إنسانية
وكان إدموند موليت نائب رئيس إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة قد أبلغ مجلس الأمن الدولي أول أمس الأربعاء، أن جنوب السودان وبعد ثلاث سنوات على انفصاله "على شفا كارثة إنسانية وصراع داخلي قد يستمر طويلا".
وقال موليت إن أكثر من مليون شخص شردهم العنف، وإن أكثر من أربعمائة ألف فروا من البلاد، وأوضح أن عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان تؤوي نحو مائة ألف مدني في قواعدها.
وتحدث عن مواجهة نحو 3.9 ملايين شخص مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، وقال إن ما يصل إلى خمسين ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية، ورصد تسجيل 5300 حالة إصابة بالكوليرا بما في ذلك 115 حالة وفاة.
من جهته ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه الهجمات، وطالب الأطراف المتنازعة بأن "تتوقف فورا عن ترهيب العاملين الإنسانيين وعن اتخاذ المدنيين عمدا هدفا على أساس عرقي".الجزيرة