مهند الرابي
مما لا شك فيه أن وصول أعداد المشاركين في صلاة الفجر العظيمة في محافظة نابلس إلى 20 ألف مواطن له دلالات كثيرة ومهمة جداً توجب علينا الانتباه وعدم الاستهانة والتقليل من هذا التوجه المميز في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية لأصعب مخططات تهدف لتدميرها وتدمير أي بصيص أمل في تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
القصة ليست عدداً وإنما توجهاً فما هو السر الرئيسي وراء نجاح هذه المبادرة والتي وكما نعلم جميعاً جاءت تلبية لنداء القدس والحرم الابراهيمي في حركة داعمة لصمودهما أمام مخططات التقسيم الزماني والمكاني التي تمر بها المقدسات الإسلامية في القدس والخليل.
ولكن من وجهة نظرنا هنالك دوافع أخرى جعلت الجميع ينضم لهذه الفكرة وبالطبع نحن لا نقلل لا سمح الله من القيمة العظيمة المتعلقة بالجانب الديني وأهمية صلاة الفجر ولكن هنا نحن نتحدث عن الدوافع الأخرى ومنها أولاً الحالة السلبية التي نعيشها بشكل عام والتي تبدأ من ضياع الأفق السياسي والصدمة الكبيرة التي رافقت إعلان صفقة القرن.
والسبب الثاني والذي نعتبره من وجهة نظرنا الأكثر أهميةً وهو الرغبة الحقيقية لدى الجميع في إنهاء ملف الانقسام والذي في حال إغلاقه سيعتبر الرد القوي على صفقة القرن، فالجميع يفكر في عقله الباطني كيف لنا أن نختلف ونكون منقسمين وكل شيء يضيع من بين أيدينا؟!، كيف لنا أن نفكر منفردين والاحتلال يعمل على الوحدة مع الأعداء قبل الأصدقاء ويحمل شعاراً لتبقى خلافاتنا داخلية ولنبقى موحدين أمام حلم الدولة والسيطرة على كل شيء.
بالفعل علينا التفكير بتمعن وعلينا أولاً دعم وتشجيع فكرة صلاة الفجر العظيم وتحويلها إلى شعار "من صلاة الفجر العظيم ندفن الانقسام "، بالإضافة لضرورة إطلاق حملة بكل مدينة يعلن من خلالها الشباب دفن ملف الانقسام وذلك على الأقل داخل مدنهم لتكون وسيلة ضغط على القادة السياسيين لتلبية مطالب الشباب.
ومن وجهة نظر أخرى نتمنى من الشباب المنسقين لحملة صلاة الفجر العظيم في تحويل هذه الطاقة إلى خطة عمل نقوم من خلالها بحل قضايا هامة تمس حياتنا اليومية، ومنها على سبيل المثال النظافة، فماذا لو قامت مجموعات شبابية بعد صلاة الفجر في صباح يوم الجمعة بتنظيف البلد في رسالة مهمة نحو ضرورة مشاركة الجميع في تنظيف وتنظيم البلد، كما بالإمكان عمل مجموعات شبابية تقوم بالتوجه لكافة المساجد قبل صلاة الجمعة لتعمل على المساعدة في تنظيف وقوف السيارات وضمان حركة سلسلة للسيارات خلال فترة الصلاة وذلك لما تعانيه بعض الشوارع من إغلاقات خلال فترة الصلاة تحول دون مرور سيارات الإسعاف أو الإطفاء أو الأمن في حال وجود أي حادث طارئ في تلك المنطقة.
هنالك الكثير من الأفكار التي سيبادر بها الشباب في حال تم وضع خطة تحول طاقة الشباب إلى طاقة إيجابية.