“بيبي أم الطيبي”… هذا هو الشعار الدعائي الذي يستخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كل فرصة تتاح له خلال حملته الانتخابية. ويبدو الشعار المسجوع، الذي يلعب على الاسم المستخدم لتدليل نتنياهو، والذي يستهدف السياسي العربي أحمد الطيبي، اختياراً غريباً لزعيم يميني تتمثل المنافسة أمامه في الجنرال الإسرائيلي السابق بيني غانتس وليس الطيبي.
لكن محللين سياسيين إسرائيليين يقولون إن هناك منهجاً وراء تكتيكات نتنياهو، في انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة فيها ستكون محتدمة مثل الجولتين الأخيرتين غير الحاسمتين، العام الماضي، اللتين فشلتا في تشكيل ائتلاف حاكم.
ويرى المحللون أن نتنياهو يأمل -من خلال حصر الخيار بينه وبين برلماني عربي إسرائيلي قد يسعى غانتس للحصول على دعمه خلال محادثات تشكيل الائتلاف- في تحفيز قاعدته اليمينية، التي يشعر الكثير من أفرادها بالارتياب تجاه الأقلية العربية في إسرائيل، ونسبتها 21% من السكان.
وقال نتنتياهو (70 عاماً)، خلال حشد انتخابي يوم 13 فبراير/شباط: “ليس بوسع غانتس تشكيل حكومة من دون أحمد الطيبي.. هذا هو السر في هذه الانتخابات”.
مضيفاً: “أحمد الطيبي يقول لا تنفذوا عمليات في غزة، وغانتس لن يستطيع القيام بعمليات في غزة. أحمد الطيبي سيطلب منه عدم تنفيذ عمليات ضد إيران في سوريا، وغانتس لن يستطيع القيام بعمليات”.
بالنسبة للإسرائيليين الذين كفوا عن الاستماع لخطب الحملات الدعائية، قد أوصل حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو الرسالة برسم كاريكاتوري يصور غانتس وهو يركب على ظهر الطيبي.
وأجبر هذا التكتيك غانتس على نفي أن أي حكومة سيشكلها تحالف الجنرالات السابقين “أزرق أبيض” الذي يقوده، ستعول على القائمة المشتركة، التحالف العربي الذي يدعمه بنسبة كبيرة الفلسطينيون الذين يعيشون في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948.
ويقول الطيبي، وهو طبيب، إن “هوس” حزب الليكود به يمكن تشخيصه بأنه “طيبي فوبيا”. وقال الطيبي (61 عاماً) لرويترز، من منزله في القدس الشرقية “إن نتنياهو يركز على أحمد الطيبي.. أحمد العربي.. في محاولة لتحريض قاعدته اليمينية اليهودية قائلاً: انظروا، العرب يسيطرون على الحكومة”.
لطالما اتهمت الأقلية العربية في إسرائيل نتنياهو، الذي تولى السلطة بين عامي 1996 و1999 ومنذ 2009 حتى الآن، بتأجيج الخوف. ويوم الانتخابات في 2015، دعا نتنياهو ناخبيه للمشاركة، محذراً من أن العرب يتوافدون على مراكز الاقتراع ”في مجموعات”.
في أبريل/نيسان العام الماضي، أرسل الليكود مراقبين مزودين بكاميرات تركب على الجسد لمراكز الاقتراع في البلدات العربية يوم الانتخابات، وهو ما أثار مزاعم عن ترهيب الناخبين.
وقال إريك رودينتسكي، وهو باحث في برنامج العلاقات العربية اليهودية في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: “استراتيجية بنيامين نتنياهو في الانتخابات هي استخدام صورة أحمد الطيبي لتكون ناقوس خطر لناخبيه”. وأضاف: “الفكرة تكمن في إبلاغ ناخبي الليكود الذين ظلوا في منازلهم المرة الماضية، بأنه إذا لم تخرجوا للتصويت فستكون هذه هي (النتيجة)”.
اتهم زعماء عرب حكومات إسرائيلية متعاقبة بالتمييز، قائلين إن بلداتهم وقراهم تعاني من الإهمال في مجالات مثل الصحة والتعليم والإسكان. كما شعروا بالغضب ورفضوا خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، التي نُشرت في يناير/كانون الثاني، والتي تتضمن مقترحاً لوضع بعض القرى العربية التي باتت الآن جزءاً من إسرائيل ضمن دولة فلسطينية في المستقبل. وكانت قرية الطيبي واحدة منها.
لكن نتنياهو قلل من احتمال حدوث ذلك، ويقول حزبه إن برنامج الاستثمار الذي تبلغ قيمته 15 مليار شيكل (4.37 مليار دولار) أكبر من أي استثمار سابق لحكومة في المجتمعات العربية. غير أن الطيبي يعتقد أن خطاب نتنياهو سيأتي بنتائج عكسية يوم الانتخابات، وسيضيف إلى المقاعد الثلاثة عشر التي تشغلها القائمة المشتركة الآن في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً.
وقال الطيبي: “هذه الهجمات تحفز ناخبينا وداعمينا على الذهاب للتصويت.. هذا هو العرض الجانبي لهذه الحملة الانتخابية”.