كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأربعاء 26 فبراير/شباط 2020، أن بعض المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، استأجروا مؤخراً شركة استخباراتية خاصة، لجمع معلومات تضر بسمعة رئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس.
سياق الخبر: كشف تحقيق أن رجلاً مقرباً جداً من عائلة نتنياهو اتصل قبل أسابيع، بشركة CGI الاستخباراتية؛ من أجل تقديم عرض عليها لاستئجارها نيابة عن مجموعة مرتبطة بحزب رئيس الوزراء “الليكود”.
حيث أُوكلت إلى الشركة، حسب التقرير، مهمة الحصول على وثائق خاصة لها علاقة مزعومة بين تحالف حزب “أزرق أبيض”، بزعامة غانتس وشركة الاتصالات والإعلام التابعة لرونين تسور، مستشار حملة غانتس.
تفاصيل أشمل عن الخطة: طُلب من الشركة الحصول على نسخة من العقد المزعوم بين حزب “أزرق أبيض” وشركة تسور، والعمل على التأكد من صحة مزاعم، مفادها أن شخصاً يعمل في الشركة الإعلامية قد يخدم مصالح “الليكود”.
يُذكر أنه وحسب صحيفة هآرتس، فقد تعاونت CGI مع حزب “أزرق أبيض” في عام 2019، في التحقيق بمزاعم اختراق هاتف غانتس من قِبل الجمهورية الإيرانية.
نفي من جانب نتنياهو: في المقابل نفى مكتب نتنياهو التقرير الأخير، واصفاً إياه بـ”الكاذب والمغلوط”، في حين اتهم حزب “أزرق-أبيض” رئيس الوزراء بممارسةٍ “تكتيكية تنتهجها أنظمة ظالمة”، وقارن نتنياهو بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
من جانبها رجحت صحيفة “هآرتس” أن حملة نتنياهو لجأت إلى تلك الشركة؛ للخروج من مأزق لا يزال فيه قبل إجراء انتخابات الكنيست السابقة، في ظل فشله في الحصول على أغلبية بالانتخابات لتشكيل حكومة جديدة.
نتائج استطلاع جديدة: في سياق متصل أظهرت نتائج استطلاع إسرائيلي جديد للرأي تقدَّم حزب “الليكود” (يمين)، بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى، على حزب “أزرق- أبيض” (وسط يسار)، بزعامة بيني غانتس.
أفاد استطلاع القناة (13) الإسرائيلية (خاصة)، الذي نشرت نتائجه مساء الإثنين، حصول “الليكود” على 33 مقعداً من أصل 120 في “الكنيست” (البرلمان)، مقابل 32 مقعداً لـ”أزرق- أبيض”.
بذلك تراجع “أزرق- أبيض” (وسط اليسار) بـ4 مقاعد عن استطلاع للقناة ذاتها، الأسبوع الماضي.
مستقبل القائمة المشتركة: في حال أُجريت اليوم الانتخابات، المقررة في 2 مارس/آذار المقبل، فسيكون تحالف “القائمة المشتركة” (مكون من 4 أحزاب عربية)، ثالث أكبر قوة برلمانية بحصوله على 14 مقعداً، وفق الاستطلاع.
في حين يحصل تحالف “العمل- جيشر- ميرتس” (وسط اليسار) على 10 مقاعد، وحزب “إسرائيل بيتنا” (يمين)، بزعامة أفيغدور ليبرمان، على 8 مقاعد، ومثلها لحزب “شاس” (ديني)، و”يمينا” (يمين متشدد)، في حين يحصل حزب “يهدوت هتوراه” (ديني) على سبعة مقاعد.
إلى ذلك لن يتجاوز حزب “عوتسما يهوديت” المتشدد نسبة الحسم (3.25 بالمئة)، إذ حصل، وفق النتائج، على 2 بالمئة من الأصوات.
مستقبل وسط اليسار واليمين: في الإطار العام وإجمالاً، تساوى عدد المقاعد التي حصلت عليها كتلتا “وسط اليسار” واليمين، بحصول كل منهما على 56 مقعداً، وهو ما يعني عدم قدرة غانتس ولا نتنياهو على تشكيل حكومة في ظل هذه المعطيات.
الاستطلاع شمل عينةً قدرها 702 إسرائيلي، وأجراه البروفيسور كاميل فوكس، أستاذ قسم الإحصاء في جامعة تل أبيب، لحساب القناة، بهامش خطأ 3.8 بالمئة.
أما الانتخابات المقبلة فهي الثالثة خلال أقل من عام، بعد انتخابات في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2019، حالت نتائجها المتقاربة دون قدرة أي حزب على تشكيل حكومة، وهو ما أوجد أزمة سياسية.