للوهلة الأولى تراها أكواخ بدائية لإحدى قبائل الغابات المنعزلة عن المدنية، ولكن بمجرد أن تدرك أن في محافظة المنوفية ستعرف أن هذا المشهد ورائه الكثير .. هنا شنوان معقل إنتاج أفضل أنواع الجريد.
الورش المنزلية في شنوان متخصصة في صناعة وإعداد الأقفاص والكراسي من جريد النخيل، إذا يتخصص البسطاء من أهالي القرية في استخدام الجريد لعدة أغراض هامة، ليكسبوا قوت يومهم ورزق أبنائهم.
ومعلوم أن قرية شنوان بأكملها تعيش على مصنوعات الجريد، حيث توارثوا المهنة عن أبائهم وأجدادهم، ولا يخل منزل بالقرية من وجود ورشة متخصصة في صناعة الجريد، حيث نشأ أبناء القرية على مهنة تشكيل المنتجات من جريد النخيل على هيئة أقفاص للخضروات والفاكهة وأقفاص للعيش وكراسي من الجريد.
وعلى مرأى للقاصي والداني تنتشر أكواخ صغيرة مكونة من الجريد وبداخلها يجلس شخصان أو ثلاثة من أهالي القرية حاملين عدتهم، والتي تقتصر على مطرقة وسكين لتشكيل الجريد ومن وداخل إحدى ورش الجريد بشنوان.
يقول صنايعي الجريد رضا السيد: «ورثت هذه الصنعة أبا عن جد وأعمل بها منذ ربع قرن من الزمان، ونعتمد على أدوات بدائية تتميز بالبساطة، نقوم بشرائها من محافظتي القليوبية والجيزة، كما يمر على الورش بصورة منتظمة السَريحة والذين يقومون ببيع هذه الأدوات لنا باستمرار كما نقوم بشراء المواد الخام لصناعتنا من الصعيد وعدد من قرى الجيزة».
وأكمل: «المهنة أضحت مربحة اقتصاديا لكثرة الطلب على منتجاتنا من الجريد ويشمل ذلك الكافيهات والمناطق والقرى السياحية الأمر الذي ساهم في توفير مورد رزق جيد للجميع من العاملين بورش الجريد المنتشرة بقريتنا، ويسير نظام العمل هنا بالإنتاج فكل منا له معدل إنتاج يلتزم به وفي النهاية نقوم بتجميع المنتج النهائي من أقفاص وكراسي وعيّاشات للفاكهة والخضروات ونقوم ببيعه وتسويقه أما عبر التجار أو المشاركة في المعارض الكبرى والتى توفرها الدولة للخريجين والحرفيين».