الرئيسية / الأخبار / عربي
رحل فارس الفكر الاسلامي المفكر الدكتور محمد عمارة
تاريخ النشر: السبت 29/02/2020 08:36
رحل فارس الفكر الاسلامي المفكر الدكتور محمد عمارة
رحل فارس الفكر الاسلامي المفكر الدكتور محمد عمارة

توفي مساء امس الجمعة الدكتور والمفكر الاسلامي محمد عماره في القاهرة عن عمر يناهز 89 عاما قضاها في الدفاع عن الاسلام وتجذير فكره ومحاربة الافكار المعادية له ، فهو مفكر وكاتب ومؤلف إسلامي مصري؛ انتقل من الاتجاه الماركسي إلى الإسلام بداية السبعينات . اشتهر بكونه من "الإسلاميين " الذين دافعوا عن رسالة الإسلام وأمته وقضاياها المعاصرة، فزادت مؤلفاته وأبحاثه ودراساته على 240 كتابا ومؤلفا ودراسة .
ولد محمد عمارة مصطفى عمارة عام 1931م في قرية صروة بمركز قلين (محافظة كفر الشيخ) في مصر، بدأ حفظ القرآن في كتاب القرية وهو في السادسة من عمره فأكمله وجوده.
تخصص عمارة في الفلسفة الإسلامية ونال الماجستير عام 1970 بأطروحة "مشكلة الحرية الإنسانية عند المعتزلة"، ثم الدكتوراه 1975 برسالته "نظرية الإمامة وفلسفة الحكم عند المعتزلة".
عضو في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف
وفي العام 1947 تدافع العرب انتصارا لفلسطين فمارس عمارة الخطابة في المساجد ضد اليهود ودفاعا عن قضية فلسطين، وكتب عام 1948 أول مقال في حياته دفاعا عن المجاهدين في فلسطين.
تعمق الموقف الإسلامي لدى عمارة بظهور الصحوة الإسلامية في السبعينيات، فبدأ نشاطه العلمي في إظهار محاسن الإسلام وتعرية دعاة الماركسية الاشتراكية مستخدما مصطلحاتهم ومفاهيمهم مثل: الحرية والعدالة والتكافل الاجتماعي.
ثم سطع نجمه أكثر مع تعالي التحديات الغربية والتغريبية أمام العالم الإسلامي، وبالذات منذ الثمانينيات وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام ١٩٩١ وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة العالمية.

أفرد العديد من كتبه لمواجهة الفكر التغريبي وللرد على غلاة العلمانيين؛ كما كانت الدائرة الإنسانية والتفاعل مع الحضارات المختلفة موجودة في مشروعه الفكري.
وكان التنصير إحدى الساحات التي عمل عليها قلم عمارة، فخاض سجالات مع الكنيسة القبطية بمصر التي هاجمته مرات لدرجة أنها مارست ضغوطا لمنع مقاله الذي كان ينشره في جريدة "أخبار اليوم"، منتقدة ردوده على منشورات تنصيرية وُزعت بمصر وحديثه عن دور الكنيسة في إثارة الفتنة الطائفية، والمشروع العنصري الذي يريد استبدال اللغة القبطية بالعربية، ورفعت الكنيسة ضده دعوى قضائية.
ناصر المفكر محمد عمارة ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك ، ووصفها بأنها "ثورة شعبية من أعمق الثورات الشعبية التي عاشتها مصر في العصر الحديث، وهي ملحمة كشفت المعدن الحقيقي لهذا الشعب الأصيل".
كما رفض الانقلاب العسكري على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز 2013، وأصدر بيانا واضحا طالب فيه بالعودة إلى المسار الديمقراطي واحترام إرادة الشعب وبعودة الجيش إلى ثكناته، واعتبر -في مقطع مصور- أن عزل مرسي "باطل شرعا وقانونا هو وكل ما ترتب عليه". وهو الموقف الذي أثار عليه هجمة انتقاد شرسة من وسائل الإعلام والدوائر المؤيدة للانقلاب.
وصفه الدكتور يوسف القرضاوي المفكر محمد عماره بأنه "أحد مجددي القرن الخامس عشر الهجري، الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية، وصولاته وجولاته القوية في تعرية أعداء الإسلام".
أما الكاتب والمفكر الإسلامي راشد الغنوشي فاعتبره "كاسحة ألغام أمام الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية، فهو شديد البأس على أعداء الإسلام من العلمانيين الاستئصاليين، وهو فحل في هذا المجال وعون لكل باحث في الفكر الإسلامي ولكل شاب يريد أن يطلع على الإسلام في موارده الصافية، وأنا أعتبر نفسي تلميذا من تلاميذه في جوانب كثيرة".
وصلت مؤلفات محمد عمارة خلال ستة عقود إلى نحو 240 مؤلفا ما بين كتاب ودراسة، ومن هذه المؤلفات: "معالم المنهج الإسلامي"، "الإسلام والمستقبل"، "نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام"، "الغارة الجديدة على الإسلام"، "التراث والمستقبل"، "الإسلام والسياسة: الرد على شبهات العلمانيين" .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017