أظهرت مراسلات عبر تطبيق “واتساب”، السبت 29 فبراير/شباط 2020، حالةً من الهلع والارتباك في صفوف قوات “حزب الله” اللبناني، على خلفية خسائر فادحة منيت بها نتيجة عمليات الجيش التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
تفاصيل أكثر: وكالة الأناضول التركية نشرت فحوى هذه المراسلات، التي قالت إنها تعود لمجموعة على تطبيق “واتساب”، تابعة لجنود الحزب المشاركين في القتال ضمن قوات نظام الأسد بسوريا، ويحصلون على الدعم من إيران، مشيرةً إلى أن “أيديهم تلطَّخت بدماء آلاف المدنيين الأبرياء خلال السنوات الماضية”.
تتضمن المراسلات بين مقاتلي الحزب اتهامات لروسيا بعدم مساعدتهم ضد العمليات التي يشنها الجيش التركي، وأن القوات التابعة للنظام هربت من المنطقة، وتركت جنود الحزب وحدهم هناك.
ففي أحد التسجيلات الصوتية المرسلة يقول مسلح من الحزب: “الروس لم يساعدونا، لقد خذلونا. والجيش هرب (قوات النظام)، وبقي شبابنا وحدهم”، ويشير إلى أن الجيش التركي شنَّ غارات وقصفاً مكثفاً على المنطقة، وأن هناك قتلى في صفوف التنظيم مازالوا تحت الأنقاض.
يؤكد المقاتل في التسجيل أن عدد قتلى جنود الحزب وصلوا إلى 9 “من بينهم عباس وجعفر”، ويضيف أن “الأجواء غير واضحة بعد، والروس مازالوا ساكتين ولا يحركون ساكناً حيال الأحداث”، كما يطلب من أعضاء المجموعة ألا يوجّهوا الأسئلة “لأن الوضع متأزم جداً”.
عقب مشاعر الارتباك والفزع مما يجري في سوريا، أطلق “حزب الله” حملةً من أجل بعض “الأدعية” التي يلجأ إليها كعادة تقليدية خلال الفترات الحرجة، وفقاً للأناضول.
الصورة الكبيرة: خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قُتل العشرات من قوات نظام بشار الأسد، بينهم ضباط ومسلحون موالون له، جراء استهدافهم من قبل قوات تركية، وخلال اشتباكات وقعت في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
تسبب القصف التركي بمقتل 56 جندياً من قوات الأسد، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع التركية، ومن بينهم ضباط في الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى جنود من “حزب الله”، كما أعلنت أنقرة عن تدميرها منشأة للأسلحة الكيميائية تابعة للنظام في ريف حلب.
من بين أبرز العسكريين الذين خسرهم نظام الأسد في الضربات التركية، اللواء الركن برهان رحمون، قائد اللواء 124، التابع للحرس الجمهوري، حيث نعته صفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى رحمون، قُتل أيضاً العميد إسماعيل علي، قائد الكتيبة 873، والعقيد مازن فرواتي، والمُقدم محمد حمود.
كانت القوات التركية قد ركّزت قصفها، أمس الجمعة، على مواقع جنود نظام الأسد وقوات موالية لها في معامل الدفاع للبحوث العلمية بمنطقة السفيرة في ريف حلب الشرقي، والتي تعرضت لضربات بصواريخ أرض-أرض.
سياق الحدث: تأتي هذه التطورات ضمن رد تركيا على مقتل 33 من جنودها في ضربة استهدفتهم بمدينة إدلب يوم الخميس 27 فبراير/شباط 2020 من قبل قوات نظام الأسد، وأثارت الحادثة خشية من تصاعد الخلافات بين تركيا وروسيا التي تدعم الأسد في هجومه على إدلب.
صبيحة الجمعة 28 فبراير/شباط، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي أردوغان خلال اتصال هاتفي عن “القلق الشديد” حيال الوضع في إدلب. وبعد الظهر أعلن الكرملين أن الرئيسين قد يلتقيان الأسبوع المقبل في موسكو.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية إنه “يجري حالياً الإعداد على أعلى مستوى للقاء محتمل في موسكو في 5 أو 6 آذار/مارس”.