بقلم رجل الأعمال مهند الرابي
لنجاح المنتج الوطني في أي دولة سيكون هنالك معادلة مكونة من ثلاثة أطراف يجب أن تنجح جميعها لضمان استمرار هذا النجاح لأطول فترة ممكنة وهذه الثلاثة أطراف هي المستهلك والدولة والمنتج، وفي هذه الأسطر سنحاول أن نعكس هذه المعادة على ما يحدث هذه الأيام في الأراضي الفلسطينية والتي يجب أن يتم استثمارها بأقصى الدرجات لضمان أن يصبح المنتج الوطني الفلسطيني منافس لكافة المنتجات المتوفرة في الأسواق الفلسطينية ونبدأ هذه المقالة لتقدم الشكر والتقدير والاحترام لأهلنا على موقفهم الداعم للمنتج الفلسطيني والمتمثل بحملة المقاطعة التي بدأت ضمن سلسلة الرد على الجرائم التي يتم ارتكابها بحق أهلنا قي قطاع غزة هاشم وهنا نبدأ التطرق لهذه الأطراف الثلاث على النحو التالي :
- الطرف الأول : المستهلك الفلسطيني كما تحدثنا فقد قام المستهلك الفلسطيني بإعلان حالة من الولاء للمنتج المحلي وهذه الحلة ستستمر وستكون قوية جداً لأن هنالك محفز لاستمرارها وهو ما يتمثل بحالة العدوان على أهلنا في غزة ولكن ضمان استمرار هذه الحالة من الولاء تعتمد على تطبيق المعادلة بأطرافها الثلاثة .
- الطرف الثاني : الدولة وهنا نوجهه رسالتنا للسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بوزارة الاقتصاد الوطني بضرورة بدء العمل وبشكل فوري لتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للمنتج الوطني الفلسطيني بكافة الوسائل وعدم الاكتفاء بالنصيحة أو بما هو متاح وإنما العمل بكل جهد لتقديم الدعم المادي والتقني والوجستي لضمان مسيرة متطورة لهذا المنتج وأيضا عدم التردد في اتخاذ كافة وسائل الرقابة على هذه المنتجات والشدة في إتحاد أي عقوبات على الغير ملتزم والإعلان عن ذلك من أجل الرد على المستهلك الدائم التشكيك بحضور وزارة الاقتصاد لدى المنتج الفلسطيني وذلك من خلال تكررا الحديث عن عدم وجود رقابة كافية عن منتجنا الفلسطيني ، ونود التأكيد أن شركات السيارات عندما قررت تحمل خسائر ضخمة بعد قرارها بسحب ملايين السيارات من السوق لوجود عيب فهي أكدت للمستهلك أن الأولية لهم ليس الربح المادي وإنما هدفهم إرضاء وحملة المستهلك فنجد أن مبيعات هذه الشركات ارتفعت وبشكل كبير جداً على حساب الشركات المنافسة.
- الطرف الثالث : المنتج وهو الهام جدا في هذه المعادة وهنا نتوجه أيضا بدعوة لكافة رجال الأعمال الفلسطينيين أصحاب المصانع بعدم إضاعة هذه الفرصة والتي لن تتكرر من منطلق أنها دخلت لكل بيت فاليوم لا نجد اختلاف في وجهات النظر الجميع متفق على ضرورة المقاطعة وضرورة الالتفاف حول المنتج الوطني ، لذلك نحن نطالب هذه المصانع أن تتخذ الكثير من الخطوات ونقترح منها ما يلي :
· إعادة التركيز وبالسرعة الممكنة على جودة المنتج وعمل كل ما هو متاح لدعم هذا المنتج ليكون بأعلى جودة
· تنفيذ حملات إعلانية وإعلامية ضخمة للتعريف بجودة المنتج وأن هنالك خطط مستمرة لرفع الجودة وللعمل بكل الطرق لتكون هذه المنتجات ضمن أعلى المستويات العالمية>
· التركيز وبشكل واضح على أن هذه المنتجات فلسطينية وأن هنالك الملايين من البيوت مفتوحة من خلال الموظفين العاملين بهذه المصانع وأن تطورها يعني زيادة الموظفين وزيادة دخلهم
· الإشارة بالحملات أن نجاح المنتج الوطني الفلسطيني يعني الرد وبشكل واضح لحالة العدوان والتدمير التي تحصل لأهالتا في قطاع غزة وأن من سيقوم ببناء غزة في المستقبل هم أبناء الشعب الفلسطيني وأن هذه المصانع والشركات هي من بادرت بتقديم كل أنواع الدعم
من خلال تنفيذ هذه الرؤية البسيطة والمتمثلة بهذه المعادلة الثلاثية فإننا من المؤكد سنساعد أنفسنا على تطوير منتجنا الفلسطيني وهنا نؤكد أن كل ما تم ذكره لا يقلل من مستوى المنتجات الفلسطينية فجميعنا يعلم أن هنالك منتجات فلسطينية يتم بيعها في كافة دول العالم وجميعنا يعلم أن الأدوية الفلسطينية على سبيل المثال تضاهي كافة الأدوية العالمية وباستطاعتنا كتابة الكثير من المقالات عن النجاحات الضخمة التي وصلت لها صناعاتنا الوطنية .