إسطنبول / إيبرو شنغول جفري أوغلو / الأناضول
تحولت السوق التركية إلى نموذج عالمي متقدم في التحول نحو الطاقة المتجددة وخفض الاعتماد تدريجيا على مصادر الطاقة التقليدية (النفط والغاز الطبيعي والفحم).
تقول منار المنيف، وهي رئيسة شركة "GE" للطاقة المتجددة وطاقة الرياح في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، إن استخدام الطاقة النظيفة بدأ ينتشر أكثر بالتدريج في كل العالم.
"المنيف" التي شاركت خلال وقت سابق من الشهر الماضي، في فعالية بتركيا حول الطاقة التقليدية والمتجددة، قالت في حديث مع الأناضول، إن تركيا والمغرب، هما أفضل نموذجين لتطور الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
"البلدان اليوم هما في موقع الريادة بقطاع الطاقة المتجددة في مناطقهما".
تشير بيانات وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، صدرت في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، إلى أن حصة توليد الكهرباء من موارد الطاقة المتجددة، بلغت 46 بالمئة من إجمالي الإنتاج.
بحسب وزارة الطاقة، فإن مجموع موارد الطاقة المحلية والمتجددة بلغ 64 بالمئة من إنتاج الكهرباء، في الفترة بين يناير/ كانون ثاني وأكتوبر/ تشرين أول من 2019.
وتنظر "المنيف" إلى أن تطور التكنولوجيا في مجال الطاقة المتجددة، دفع بالدول المنتجة للبترول والغاز الطبيعي، الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة وليس فقط الدول المعتمدة على الخارج لتوفير احتياجاتها من الطاقة.
وأضافت المنيف أن تركيا والمغرب هما أكثر الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي شهدت تطوراً في مجال الطاقة المتجددة.
ففي تركيا، بلغ إجمالي القدرة العاملة لمزارع الرياح التركية البالغ عددها 262 مزرعة، 7 آلاف و500 ميغاواط، وتمثل 8 بالمئة من إجمالي القدرة المركبة.
المسؤولة الدولية، أبدت إعجابها بالنموذج التركي، "ليس فقط لأنها أصبحت واحدة من أكبر الأسواق في المنطقة، بل أيضاً بسبب جهودها التي تبذلها في شتى المحافل من أجل الترويج لاستخدام الطاقة المتجددة".
وأوضحت أن المغرب ينتج 97 بالمئة من إنتاج الكهرباء عبر استخدام مصادر الطاقة الأحفورية.
وأضافت أن المغرب وصل اليوم إلى هدفه لعام 2020 بخصوص الطاقة المتجددة، وهو 2 غيغاوات، وأن تركيا أيضاً أضافت لشبكة الكهرباء لديها أكثر من الرقم الذي كانت تستهدفه وهو 7 غيغاوات.
"لم يعد في المنطقة دولة لم تضع لنفسها أهدافاً بخصوص الطاقة المتجددة.. كل الدول في المنطقة بما فيها المنتجة والمصدرة للبترول لم تعد تتساءل حول جدوى نشر استخدام الطاقة المتجددة، بل أصبحت تتساءل حول السرعة التي سينتشر بها استخدام الطاقة المتجددة".
وبحلول عام 2027، تستهدف تركيا إنتاج نحو 10 غيغاواط من الطاقة المتجددة، مقارنة مع 19 ميغاواط في 2002، ثم 364 ميغاواط في 2008.
"المنيف"، أشارت إلى استمرار الجهود في تركيا من أجل تشجيع استخدام الطاقة المتجددة وخفض أسعارها؛ وعبرت عن ثقتها في أن ازدياد سرعة تطور الطاقة المتجددة في تركيا.
وأوضحت أنهم بدأوا العمل في قطاع طاقة الرياح عام 2017 في إزمير، من خلال شركة LM Wind Power مشيرة إلى أن المصنع يضم 560 عاملاً، 24 بالمئة منهم من النساء.
وأضافت أن أجنحة طواحين الهواء المنتجة في المصنع يتم تصديرها إلى أوروبا وأستراليا.
واستطردت: "نواصل جهودنا حالياً من أجل توسعة المصنع.. أنتجنا طواحين Cypress بقدرة 5.3 ميغاوات التي تعد أكبر أنواع طواحين الهواء.. وهذا مؤشر واضح يظهر لأي مدى كانت شركة GE محقة في قرارها بالاستثمار في تركيا".
"تركيا تمتلك مناخاً تنافسياً من ناحية الأسعار، كما تمتلك قوة عاملة جيدة من أجل إنتاج عالي الجودة".