mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> طوباس: الثمانيني سليمان العمري "يعود" إلى حيفا! - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
طوباس: الثمانيني سليمان العمري "يعود" إلى حيفا!
تاريخ النشر: الأثنين 11/08/2014 15:14
طوباس: الثمانيني سليمان العمري "يعود" إلى حيفا!
طوباس: الثمانيني سليمان العمري "يعود" إلى حيفا!

 طوباس: تتبعت الحلقة الثامنة والعشرون من سلسلة "ذاكرة لا تصدأ" لوزارة الإعلام واللجنة الشعبية للخدمات في مخيم الفارعة حكاية الثمانيني سليمان داوود يوسف العمري، الذي درس وامتهن حرفة وعمل في حيفا، وسكن قرية بلد الشيخ التي كانت مسرحًا لمذبحة نفذتها العصابات الصهيونية عام 1939.

يروي: ولدت في قرية صندلة قضاء جنين ( قبل أن تصبح داخل الخط الأخضر) في 19 نيسان 1925، وتعلمت في الكتاتيب على يد الشيخين محمد وصالح العمري، ثم انتقلت للمدرسة المشتركة لقرى الجلمة وصندلة ومقيبلة، وتوجهت إلى حيفا بحثاً عن عمل عام 1939، واشتغلت في تنظيف الأطباق في مطعم السنترال في ساحة الحناطير بالمدينة، ثم انتقلت للعمل في مخازن ملابس الجيش البريطاني، وبدأت  بعدها في بناشر السيارات وميكانيكي نهارأً، وأتعلم اللغة الإنجليزية ليلاً، ثم حصلت على وظيفة في شركة (ستيل) البريطانية، واجتزت امتحاناً تفوقت فيه على 40 منافس من السائقين كبار السن. وبعدها اشتريت سيارة (شفروليه) مصنوعة عام 1935 لأنقل الركاب لحسابي، بعد أن حصلت على رخصة سياقة.
حكايات وراء المقود
يختزل حكاية مع عالم السيارات، فيقول: سافرت سائقاً على شوارع حيفا، وطوباس، ونابلس، وجنين، وعمان، وعجلون، والعقبة، والكويت، ودمشق، وبيروت، وبغداد. ونقلت الركاب، والبطيخ، والفحم، والخشب، والقمح، وحجر البناء، وحملت في جيبي أربع رخص للسياقة: بريطانية وأردنية وأخرى من الاحتلال وفلسطينية، واشتريت في حياتي 9 سيارات، وتنقلت بين الشاحنات والباصات، وكنت أحصل في الشهر على 15 جنيه فلسطيني، ونقلت مهنتي إلى أولادي الخمسة.
يفيد: بعد سنتين من عملي في الشركة الإنجليزية للسيارات، اشتريت وأخي عبد الرحمن سيارة خاصة بنا، وكنا نشتغل على خط حيفا – بلد الشيخ ( حواسة)، وكنا ننقل العمال من المدينة إلى قرى حيفا، وننقل الطلبات أحياناً إلأى نابلس، والأجرة 20 ملاً( المل أصغر وحدة في الجنيه الفلسطيني)، وكانت السيارات على الشوارع  نادرة، واذكر أنني اشتريت أول سيارة  أمريكية الصنع بـ800 جنيه،  أما مهر العروس فكان 50جنيها، ودونم الأرض بـ5 جنيهات فقط!
والمصادفة، أن سيارة العمري وشقيقه عبد الرحمن كانت قبل سقوط حيفا متجهة في طلب خاص لنابلس، قبل أن تعود بصعوبة للمدينة وينجو سائقها من موت محقق على يد العصابات الصهيونية، التي كانت تقطع الطريق قرب أم الفحم.
موزع صحف
يستذكر مسارات سفره قبل النكبة، فيقول: كنت أوزع الصحف والمجلات البريطانية لمعسكرات الجيش يومياً، مع حبيب خوري من فسوطة بالجيلي، فكانت تأتي الجرائد من لندن إلى مطار القاهرة، ثم تُنقل من مطار اللد، وننستلمها في حيفا، فنذهب بها إلى عثليت، فمطار جنين، مروروا بجوار محطة سكة الحديد في المدينة، ننقل بعدها إلى نابلس، ونعود إلى جنين، فنصل مفرق زرعين، ونعبر بيسان، إلى محطة قطارات سمخ بالجليل، ومنها لطبريا، وصولاً إلى المطلة( قرب الحدود مع لبنان)، وصفد ونهاريا، ثم نمر إلى عكا لنعود إلى حيفا، وكنا نبدأ العمل الساعة السادسة صباحًا ونعو إلى حيفا مرة أخرى عند التاسعة ليلاً.
إرهاب العصابات الصهيونية
يوالي: بدأت عصابات الاحتلال بتسيير  سيارات مصفحة بالفولاذ،  كانت تطلق النار على  سكان حيفا وتنطلق وصولاً إلى رأس الناقورة، وأخرى من تل أبيب نحو حيفا، وذات يوم شاهد سائق حافلة من بلدة إجزم، كانت تحمل رقم  (1) وتتبع خط بلد الشيخ – حيفا سيارة اليهود، وقتل من فيها، ثم هاجمت العصابات الصهيونية نحو 200 عامل كان يقفون في بوابة مصفاة النفط، وأطلقت عليهم الرصاص، فرد العمال العرب بالهجوم على اليهود داخل المصفاة. ثم أخذت العصابات الصهيونية بالهجوم على منازل بلد الشيخ وحواسة، وكانت تكسر  زجاج النوافذ بالبلاطات، ثم ترمي قنابل يدوية على السكان، فسقط عشرات الشهداء والجرحى.
سقوط حيفا
ووفق الراوي، فقد بدأت حيفا تشهد  اشتباكات بين المقاومين وعصابات اليهود، فيما كانت بلد الشيخ وحوّاسة منطقة لسكن العمال في مصفاة النفط. وحين سقطت المدينة كان الجو ربيعيا مع أمطار خفيفة، وسرنا على أقدامنا مع مجموعة مقاتلين نحو عسفيا، ثم إلى دالية الكرمل، فأم الزينات، وعارة وعرعرة، وصولاً إلى أم الفحم، حيث كانت تتواجد قوات جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي.
 يضيف: كان أحد شبان قرية عين غزال قضاء حيفا يحمل سلاحاً وقنبلة يدوية، وحين  انزلقت قدمه على الأرض المبتلة بفعل المطر، وأصيب شخص كان بجانبه، وواصلنا المسير، وطوال الطريق كان اليهود ينصبون الكمائن لقتل الفلسطينيين الفارين من حيفا، ونجونا حين اجتزنا حواجز اليهود في العتمة، وكنا نتهامس مع بعضنا برموز حتى  لا تصل أصواتنا للعصابات، حتى وصلنا عارة وعرعرة.
يتابع: في أم الفحم بدأوا بتجهيز المقاتلين لصد هجمات العصابات الصهيونية، وعدت مع شاب مصاب من عين غزال، حضرت عائلته لنقله إلى جنين، وحينما وصلنا المدينة لم أجد وسيلة مواصلات لطوباس، فأقمت في فندق على دوار المدينة أربعة أيام، ثم أستئجرت دراجة هوائية، ولما كانت طريق جنين – نابلس غير معبدة إلا في المكان الذي تسير عليه السيارات، وجدت صعوبة في المتابعة، ووضعت الدراجة على مشارف بلدة قباطية، وتقابلت بالصدفة مع أخي وخالي اللذين جاءا للبحث عني.
ينهي العمري بمقارنة صورته المطبوعة على رخصة السياقة الصادرة في حيفا في 28 حزيران 1947، ويتحسس ملامح وجهه، فيرثي شعر رأسه الكثيف المفقود تارة، فيما يضحك على أيام الشباب ويوشك أن يغرق في دموع الحنين تارة أخرى على حيفا. ثم يتذكر حكاية تسميته بـ "الميكانيكي"، ويومياته سائقًا، قبل أن تظهر دولة الاحتلال على خارطة فلسطين، وتسلبه وطنه ومدينته وقريته ومهنته وذكرياته.
أجيال
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، أن "ذاكرة لا تصدأ" سيشهد تطوراً من حيث الشكل، إذ سيبدأ في أيلول المقبل بالربط بين الأجداد الذين كانوا شهودًا على النكبة، والأحفاد الذين لا يعرفون تفاصيل مدنهم وقراهم المدمرة، في مهمة لصيانة الذاكرة من خلال التاريخ الشفوي، وللإبقاء على حكاية النكبة حاضرة في ذاكرة الأجيال الجديدة.
وأضاف، أن البرنامج سجل أكثر من خمسين رواية شفهية لرجال ونساء من قرى حيفا المختلفة ومناطق جنوب فلسطين، فيما غيب الموت – خلال البرنامج-  ثلاثة من الشهود على نكبة عام 1948.

المزيد من الصور
طوباس: الثمانيني سليمان العمري "يعود" إلى حيفا!
طوباس: الثمانيني سليمان العمري "يعود" إلى حيفا!
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017