د. خالد معالي
الوهم ضار بالانسان، وتضخيم الاحداث اكثر ضررا، وترك الحابل على الغارب ايضا ضار، لذلك يجب التروي في كل شيئ، والتعامل مع الاحداث والاشياء بوسطية واعتدال واتزان وتخطيط جيد محكم.
هلع وخوف المواطنين الزائد من مرض "كورونا" غير صحيح، والمبالغة والتهويل ما زالت سيد الموقف، وهو لا يصح اطلاقا، فالشيئ ان زاد عن حده انقلب ضده.
لو التزم الناس بتعاليم الاسلام حول النظافة الشخصية لكفتهم كافة الامراض ومن بينها مرض كورونا، فالوضوء خمسة مرات تجعل الجسد نظيف وغير قابل للبكتيريا والجراثيم، لكن الكل يعرف ان هناك افعال وممارسات يومية غير نظيفة تشجع انتشار مرض كورونا.
الوقاية خير من العلاج، لكن لو فحصنا ودققنا في الافعال والتصرفات المتعلقة بمرض كورونا نرى ان الوقاية لم تأخذ حصتها ودورها بشكل مقبول ومعقول، ولذلك رأينا الهلع من كورونا بين الناس مع انه لا حاجة لكل هذا الهلع والخوف.
فلسطين بقيت خالية من الفيروس لولا انه يوجد سواح ، وهم من نقلوا المرض، والذي بقي في نطاق محدود حتى الان، لكن يجب مواصلة الالتزام بتعاليم وتوجيهات وزارة الصحة فهي جهة الاختصاص، واهل مكة ادرى بشعابها.
لا يصح التخبط الاعلامي الحاصل حول نشر مواد اعلامية تتعلق بمرض كورونا، فكل اشاعة تضر ولا تفيد، والاصل في حالات الطوارئ اتباع التعليمات من جهات الاختصاص واستقاء الاخبار من جهات رسمية وليس من ناشط مغمور بمواقع اجتماعية.
غزة بقيت سليمة ومعافاة من مرض كورونا نتيجة الحصار عليها، وهذا لا يعني الارتخاء وعدم اخذ كافة الاحتياطات لمنع وصوله اليها.
دولة الصين على عظمتها ما زالت تصرخ من كورونا، فكيف بفلسطين المحتلة والتي لا تملك امكانيات الصين، اذن يجي الالتزام بكافة الاحتياطات الوقائية بشكل محكم، واهمها النظافة الشخصية، فالنظافة من الايمان.
"تداووا عباد الله فان الله ما انزل من داء الا وله دواء"، وهو ما يعني ان الكسل وعدم الاخذ بالاسباب يضر ولا ينفع، وان ما يحصل من تسابق على معرفة اللقاح او دواء فعال للحد من مرض كورونا هو واجب الواجبات في هذه المرحلة من حياة البشرية.
كشف مرض كورونا ضعف وهشاشة الكثير من الحكومات والدول، فلا يصح ان تبقى اية دولة دون احتياطات وتنتظر ان يضربها المرض حتى تتحرك لمعالجته والحد من خسائره ووقف انتشاره، بل يجب التحرك قبل ذلك.
في جميع الاحوال، كشف المرض انك ايها الانسان تبقى ضعيف امام قدرة الخالق، وحتى الدول العظيمة بان ضعفها وهشاشتها، ومن هنا نقول بان كل من يخرج عن السنن الكونية الربانية فانه يبوء بالخسران، وسواء كان كورونا مسرحية او حقيقة، فان هذا الامر يدفع البشرية نحو التسلح بالعلم والمعرفة في كل الاوقات، "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".