في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، وفي ضوء تصاعد الازمات المحلية بالتزامن مع تصاعد الاحتياجات اليومية للمواطن الفلسطيني والتي لا شك تتطلب تضافر الجهود والتعاون والتآزر بين مكنونات المجتمع لمواجهتها والحد منها والعمل ضمن فريق لعلاجها، تطل علينا بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وتقدم ادعاءات كاذبه لا تستند الى أي حقائق موضوعية وتألب الرأي وتشوه الحقائق وتعمل بشكل ممنهج لتزييف وعي الافراد لاحداث حالة من الخوف والبلبلة والتمرد كتوظيف سلبي للمشاعر التي تختلج صدور الافراد بسبب فايروس كورونا.
بالامس القريب، يوم الجمعة بعد صلاة المغرب، توجهت برفقة صديقي الدكتور اسامة ذيب مرعي استشاري واخصائي ومؤسس مركز علاج العقم واطفال الانابيب بمستشفى جامعة النجاح الوطنية الى مركز الحجر الصحي في محافظة اريحا والاغوار، وتم السماح لنا في الدخول الى المركز، وقمنا سويا في الاطلاع على خدمات الرعاية الاجتماعية التي تقدم للضيوف، بداية قدمنا التحية للجميع وسلمنا على الاخوة سواء اكانوا ممن هم في الحجر الصحي والاخوة في الاجهزة الامنية والموظفين، ومن ثم دخلنا معا الى غرف الاخوة الضيوف ممن يتلقون الرعاية الصحية والعناية الطبية – لا اريد ان اقول نزلاء احتراما لانسيانيتهم- فهم اخوة لنا. واطلعنا على الخدمات التي تقدم لهم وعلى الأسرّة والمأكل والمشرب ودورة المياة، وطبيعة احتياجاتهم اليومية في مركز الحجر الصحي ودرجة تلبيتها لهم. ومن ثم انتقلنا الى غرف الرعاية الصحية واطلعنا على الاجهزة الطبية والمعدات والتجهيزات المتاحة.
بمنتهى الصدق والامانة وبكل ضمير اشعر بالفخر من جودة الخدمات الصحية والطبية ومظلة الرعاية التي تقدم للضيوف في مركز الحجر الصحي في اريحاـ واشيد بجهود الموظفين كافة على اختلاف مسمياتهم وادواهم في المركز. وهنا اتساءل: لماذا يتم التشهير والاساءة لمركز لا يدخر جهدا في تشخيص وعلاج أي مواطن ربما يعاني من فايروس كورونا سواء اكان قادما الى فلسطين عبر الحدود او في المجتمع المحلي؟!!
اتمنى من الجهات المختصة في المجتمع الفلسطيني إماطة اللثام عن اصحاب الاقلام المأجورة وكشف الحقائق وكبح جماح كل من تسول له نفسه التقليل من شأن المؤسسات الوطنية ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا تلك التي لا تتحرى الصدق لإجهاض محاولات الاساءة والتشهير والتطاول على مراكز ومؤسسات وظفت كل امكانياتها في خدمة المجتمع وتحقيقا للمصلحة العامة.
بعيدا عن التوسع في الموضوع، اود التاكيد ان مركز الحجر الصحي في اريحا يقع في اكاديمية فتح التعليمية وهو في مرحلة التجهيزات النهائية لافتتاحه، ويتبع لجامعة الاستقلال وتقع الاكاديمية خارج حدود الجامعة في منطقة نائية قدمتها رئاسة الجامعة ممثلة برئيس مجلس الامناء معالي اللواء الاخ ابو حسين استجابة للظروف الراهنة وهي الان تحت اشراف الجهات المختصة وتحت تصرف وزارة الصحة والمحافظة.