هوت القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، بنحو 248 مليار دولار في آخر جلستي تداول (الأحد والإثنين) في البورصة المحلية، وفقدت الشركة 330 مليار ريال (88 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال جلسة تداولات البورصة المحلية، الإثنين 9 مارس/آذار 2020، فيما كانت قد تراجعت قيمتها بنحو 600 مليار ريال (160 مليار دولار) الأحد. وذلك على خلفية انتشار فيروس كورونا حول العالم بمعدلات كبيرة.
صورة أشمل للخسائر: حسب مسح وكالة الأناضول اعتمد على بيانات شركة “تداول” المشغلة للبورصة، انخفضت القيمة السوقية للشركة إلى 5670 مليار ريال (1512 مليار دولار) بإغلاق الإثنين، مقابل 6000 مليار ريال (1600 مليار دولار) الأحد.
في حين أغلق سهم الشركة، الإثنين، منخفضاً بنسبة 5.5% إلى 28.35 ريال (7.56 دولار). أما الأحد، تراجع سهم الشركة بنسبة 9.1% إلى 30 ريالاً (8 دولارات) دون سعر الاكتتاب (32 ريالاً) لأول مرة منذ الإدراج في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
إلى ذلك فقد انهارت أسعار النفط الخام الإثنين لأدنى مستوى منذ الربع الأول 2016وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مايو/أيار بنسبة 29% أو 13 دولاراً إلى 32.5 دولار للبرميل، قبل أن تصعد لاحقاً إلى متوسط 36 دولاراً.
توقعات مخيبة للامال: توقعت وكالة الطاقة الدولية، انكماش الطلب على النفط الخام خلال العام الجاري، ولأول مرة منذ 2009، مدفوعاً بهبوط طلبات دول العالم، خاصة الصين، كإحدى تبعات تفشي فيروس “كورونا المستجد”.
وذكرت الوكالة في بيان، الإثنين، أن تراجع الطلب ناتج عن إجراءات وقيود عالمية للحد من التنقل والسفر والنشاط الاقتصادي؛ “إذ لا يزال الوضع يخلق حالة من عدم اليقين، بشأن ماهية التأثير العالمي الكامل للفيروس”.
واتخذت غالبية دول العالم قيوداً وإجراءات على السفر البري والبحري والجوي، خاصة من الدول التي تشهد انتشاراً متزايداً للفيروس والتي تجاوز عددها 105 دول.
قال فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة، إن “الفيروس حمل تأثيرات على مجموعة واسعة من أسواق الطاقة -بما في ذلك الفحم والغاز والطاقة المتجددة- لكن تأثيرها على أسواق النفط شديد بشكل خاص لأنه يمنع الناس والبضائع من التحرك”.
حيث ذكر أن الصين هي من قادت توقعات الوكالة السلبية، مضيفاً: “الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وشكلت أكثر من 80% من نمو الطلب العالمي على النفط في 2019”.
وتوقعت الوكالة أن يصل الطلب العالمي على النفط 99.9 مليون برميل يومياً في 2020، بانخفاض 90 ألف برميل يومياً عن 2019.
حتى مساء الأحد، أصاب الفيروس أكثر من 109 آلاف حول العالم في 104 دول وأقاليم، توفي منهم أكثر من 3800، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا.
وأدى انتشار الفيروس إلى تعليق العمرة، ورحلات جوية، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.
توقعات بانخفاض أسعار النفط: خفض بنك “غولدمان ساكس” توقعاته لأسعار النفط الخام عالمياً، حتى نهاية الربع الثالث 2020، إلى متوسط 30 دولاراً للبرميل بالنسبة لخام برنت.
حيث أرجع “غولدمان ساكس” في مذكرة بحثية صادرة عنه مساء الأحد، خفض توقعاته إلى تراجع الطلب على الخام بسبب تسارع تفشي فيروس “كورونا المستجد”، وحرب الأسعار عقب فشل اتفاق (أوبك+).
أما في بداية التعاملات الأسبوعية الإثنين تراجعت عقود خام برنت الآجلة بنسبة 26.9% أو 11.9 دولار إلى 33.37 دولار للبرميل، بينما تراجعت عقود خام تكساس بنسبة 28.5% إلى 29.54 دولار للبرميل.
في حين أعلنت السعودية يوم الأحد خفض أسعار النفط لشهر أبريل/ نيسان القادم، وعزمها تنفيذ زيادة إنتاج غير محدودة، وسط توقعات بإعلان باقي المنتجين عن خفض في الأسعار خلال وقت لاحق اليوم.
وأوردت المذكرة البحثية، أن إعلان السعودية خفض أسعار نفطها، ورفض روسيا تمديد وتعميق اتفاق خفض الإنتاج سيعرقلان اتفاقاً جديداً لتحالف (أوبك+).
فشل أوبك: فشلت اجتماعات لتحالف (أوبك+) منذ الأربعاء الماضي وحتى الجمعة، بالتوصل إلى اتفاق لتعميق وتمديد اتفاق خفض الإنتاج لما بعد مارس/آذار الجاري، بعد رفض روسيا الانضمام للخفض المقبل.
حيث رفضت روسيا مقترحاً جديداً لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن تعميق وتمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2020، بحجم خفض كلي 3.2 ملايين برميل يومياً.
ويرى البنك، أنه في حال التوصل إلى اتفاق خلال الفترة المقبلة، فإن ضعفاً سيعتريه بسبب وجود التزام من بلدان وإعفاء بلدان أخرى من الاتفاق لأسباب اقتصادية.
وأضاف: “لكننا لا نرى حلولاً في الأفق القريب”.