mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
يتردد هذه الأيام ادعاء أنّ النظام المصري يعادي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لأنّها تميل لفكر الإخوان، و أنّ الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذا العداء، ولكن هذا الادعاء فيه مغالطة واضحة و كبيرة، فحسب رأيي هذا سبب ثانوي طارئ، و للعداء أسباب جوهرية أخرى. فالنظام الرسمي العربي ـ و ليس المصري فقط ـ يعادي خيارات سياسية، بسبب التزاماته السياسية و الأمنية و مصالحه الاقتصادية التي نشأت عن اتفاقية كامب ديفيد، و لو اعترفت المقاومة الفلسطينية ب(إسرائيل) و بشروط اللجنة الرباعية لخرج ساسة و إعلاميي النّظام الرسمي العربي ليمدحوا اسماعيل هنية و خالد مشعل على (حكمتهم و نضجهم السياسي) و لاستقبلهم القادة في المطارات و المعابر، و لو قرر أي حزب فلسطيني اختيار خيارات غزاوية لذاق مما يذوق الغزازوة اليوم. فالرئيس الراحل ياسر عرفات حوصر و شنّ عليه الإعلام المصري ـ و بعض العربي ـ حرباً قذرة، و حوصر سياسياً من النظام الرسمي العربي مثل حركة "حماس" اليوم، و تم اغتياله بمباركة رسمية عربية، و لم يكن ينتمي للإخوان مسلمين. و الغريب أنّ الدولة العربية التي حافظت على علاقات مع الرئيس عرفات و مع حركة "حماس" الآن، و خرج على رأي النّظام الرسمي العربي هي إمارة قطر!!. كما أنّ هذا النظام يسوق نفسه دولياً كمحارب لما يسمى الارهاب، و انّه حامي حمى الدولة العبرية، و هذا بادي بوضوح في خطابه السياسي و الاعلامي، و كانت أولى معاركه في سيناء و الأنفاق؛ حيث طرق إمداد المقاومة الفلسطينية و عوامل صمودها في وجه شروط الرباعية و حصارها القاسي، و ساق في سبيل تبرير ذلك أكاذيب و افتراءات كثيرة، لا تتفق مع واقع و لا حقيقة، و لا يمكن لعاقل أن يصدقها. يمثل هذا النّظام رأس الحربة في الرِّدَّة العربية على حرية الشعوب و خياراتها، و لهذا يقع عداؤه للمقاومة الفلسطينية ضمن هذا السياق أيضاً، و قد كان الهمّ الرئيسي للنّظام الرسمي العربي هو تطويع المقاومة الفلسطينية و العربية منذ نشأتها عبر وسيلتي المال و القمع، و لهذا اختارت المقاومة الفلسطينية بناء مشروعها المقاوم على أرض فلسطين و تجنبت بناء هياكل في الدول العربية، لأنها اتعظت من تجارب الماضي، و لكنّ هذا النظام صاحب الأدوار الوظيفية كشر عن انيابه و اعتبر أنّ مهمته الاولى إبادة هذه المقاومة و تصفية القضية الفلسطينية، و لكن المقاومة الفلسطينية خيبت آمالهم و حطمت مؤامراتهم و أذهلت القريب و البعيد و العدو و الصديق من خلال أدائها العسكري و تصميمها السياسي و صلابتها التفاوضية، و أظهر شعبها انّه شعب لا تنطبق عليه قوانين الرعب التي يسنّها الاحتلال، ووضع ما أطلق عليه الاحتلال ب (عقيدة الضاحية) تحت أقدامه، و أثبت للعالم أنّه شعب صاحب قضية لا يثور على من يُضَحُّون بكل شيء من أجل حريته