افتقرت تصريحات المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس 12 مارس/آذار، قبل اجتماعه المقرر مع رئيس وزراء أيرلندا ليو فرادكار، للدقة، حتى باتت الكثير من تصريحات الرئيس تحتاج إلى مراجعتها.
شبكة CNN الأمريكية اختارت تصريحين اعتبرتهما الأفظع لترامب خلال الأسبوع الماضي، واللذان يخصان قراره وقف الرحلات الأمريكية إلى أوروبا.
التصريح الأول:
زعم ترامب خطأً أنَّ أي شخص عائد إلى الولايات المتحدة من أوروبا يخضع لفحص فيروس كورونا المستجد
حين لفت مراسل إلى أنَّ أي مواطن أمريكي عائد إلى بلاده يمكن أن يجلب معه فيروس كورونا المستجد حتى بالرغم من حظر السفر الذي فرضه ترامب على بعض الدول الأوروبية، قال الرئيس: “هذا صحيح، لكننا نُخضِعهُم لفحص مكثف. إذا عاد أمريكي أو أي شخص إلى هنا، فنحن نجري فحوصات. أقمنا نظام فحص رائعاً بحيث يجب أن يخضع الأشخاص العائدون له”.
الحقائق أولاً: ليس صحيحاً أنَّ أي مواطن أمريكي أو آخرين عائدين من أوروبا "يجب" أن يخضعوا للفحص للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا المستجد، ولم يُؤسَس في الحقيقة أي نظام لفحص المسافرين العائدين. بحسب الشبكة الأمريكية.
لكن بدلاً من ذلك، يُوجَّه العائدون إلى مطارات محددة ويخضعون لفحص يُعرَف باسم “الفحص المُعزَّز”، الذي لا يمكن أن يثبت ما إذا كان الشخص مصاباً بالفيروس أم لا. وتضمن الفحص السابق في المطارات الأمريكية للكشف عن فيروس كورونا المستجد قياس درجة الحرارة، وأسئلة حول صحة المسافرين وتاريخ السفر، والبحث عن أعراض مثل السعال أو مشاكل في التنفس.
ولم تتطرق تصريحات الإدارة الأمريكية عن “الفحص المُعزَّز” للمسافرين العائدين من أوروبا إلى ذكر تنفيذ أي فحوصات تتعلق بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
التصريح الثاني:
زعم ترامب خطأً أنَّ الفحوصات “تجري بسلاسة”
سُئِل ترامب عن حالة أبلغ فيها طبيب في ولاية هيوستن عن عدم قدرته على الحصول على إذن لإجراء فحص للمريض على الرغم من أنَّ المريض يعاني من “أعراض مرضٍ ما” وتبيَّن بعد الفحص أنه غير مصاب بالإنفلونزا.
ورد ترامب بأنَّ هذه كانت مجرد “حالة واحدة”، وأضاف: “بصراحة، يسير الاختبار بسلاسة كبيرة”. وزعم أيضاً: “إذا ذهبت إلى الوكالة المناسبة، وإذا ذهبت إلى المنطقة الصحيحة، فستخضع للاختبار”.
الحقائق أولاً: ببساطة، ليس صحيحاً أنَّ إجراء الفحوصات يسير بسلاسة، أو أنه يمكنك ببساطة الخضوع للفحص من خلال التواصل مع السلطات المناسبة، مثلما أشار ترامب.
يواصل مسؤولو الصحة في الولايات في جميع أنحاء البلاد الإبلاغ عن نقص في الفحوصات ومشاكل أخرى. وقال الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، للكونغرس أمس الخميس، 12 مارس/آذار: “النظام غير مُعَدّ لما نحتاجه الآن.. هذا فشل. إنه فشل، دعونا نعترف بذلك”.
وقال الدكتور فوسي: “فكرة أنَّ بإمكان أي شخص الحصول على الفحص بسهولة مثلما يحدث في دول أخرى: نحن لسنا مؤهلين لذلك. هل أعتقد أنه يجب علينا أن نكون مؤهلين؟ نعم، لكن هذه ليست حقيقة الوضع”.
وفي البداية، أرسلت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إلى الولايات الأمريكية أجهزة فحص، بعد أن قررت هذه المراكز تطوير اختبارات خاصة بها، لكن تبيَّن بعدها أنَّ هذه الأجهزة معيبة، إلى جانب ذلك، منعت العقبات الفيدرالية المعامل الأخرى من نشر اختباراتها الخاصة بسرعة. وهناك مخاوف الآن بشأن النقص المحتمل في المواد الكيميائية وغيرها من المواد اللازمة للفحوصات.
وكانت الإدارة الفيدرالية قد وضعت في الأصل معايير صارمة لمن يمكن أن يحصل على اختبار. وبالرغم من أنَّ هذه المعايير أصبحت مخففة في نهاية المطاف للسماح لأي شخص لديه إذن من الطبيب بإجراء الفحص، تسبب نقص أجهزة الفحص لدى الأطباء والسلطات المحلية في إبقاء عدد الفحوصات المُنفَذة منخفضاً.
وأعرب نواب من الحزبين عن خيبة أملهم، أمس الخميس، من أسباب إجراء الولايات المتحدة اختبارات أقل بكثير من دول أخرى، مثل كوريا الجنوبية. وقال السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد من ولاية أوكلاهوما، لشبكة CNN، إنَّ ترامب “يجب أن يتوقف عن القول” إنه يمكن لأي شخص أن يحصل على اختبار إذا كان يريد ذلك.
وأضاف لانكفورد: “هذا غير دقيق حالياً. يجب أن يتوقف الناس عن القول إنه إذا كنت ترغب في إجراء الفحص، فينبغي أن تحصل عليه الآن. هذا لا يحدث هنا في الوقت الحالي”.