ملايين الإيطاليين المحاصرين في منازلهم يقاومون الملل ويخفّفون من القلق والخوف بالانكباب على تناول الطعام.
المطبخ هو المكان المفضّل الذي يتوجّه إليه ملايين الإيطاليين خلال بقائهم الإلزامي في منازلهم ويتناولون الطعام لقتل الوقت والتفكير بأشياء أخرى لا علاقة لها بفيروس كورونا وتداعيات تفشّيه المقلق على بلدهم. البعض منهم يجد في الانكباب النهم على المأكولات وسيلة لتمضية الوقت والبعض الآخر طريقة للتخفيف من حدّة التوتر والخوف وعدم اليقين.
الإفراط في الأكل مغرٍ بالنسبة للأشخاص المجبرين على البقاء في منازلهم لمدّة طويلة. ومقاومة هذا الإغراء باتت أولوية في إيطاليا المعروفة بأطباقها الشهية ونبيذها المطعّم بشمس المتوسط. وبالرغم من أنّ الخروج لممارسة الجري الفردي في الحدائق القريبة من المنازل مسموح إلاّ أنّ إيطاليين كثر يعانون من ازدياد في الوزن ويعترفون أنّهم لا يستطيعون البقاء في منازلهم لمدّة طويلة من دون التهام المقبلات والوجبات الخفيفة.
لكنّ المجازفة في اكتساب بضعة كيلوغرامات تبقى أفضل بكثير من خطر الإصابة بفيروس كورونا الذي يتفشّى بشكل تصاعدي في أوروبا عموماً وفي إيطاليا خصوصاً. وتسبّب، حتّى الآن، بما يزيد عن ألفي حالة وفاة في البلاد. زيادة الوزن تحتّل اليوم مرتبة مهمّة في تراتبية المشاكل التي تقضّ مضجع الإيطاليين كالمخاوف المتعلّقة بالوضع الاقتصادي وكيفية احتواء الأطفال وتوفير وسائل التسلية لهم داخل المنازل.
شبكة الأنترنت تلعب دوراً محورياً في عزلة الإيطاليين. فهم يتصّفحون، في نفس الوقت، المقالات التي تقدّم لهم نصائح لتجنّب زيادة الوزن خلال الحجر الصحي والمقالات التي تقترح عليهم أطعمة صحية تساهم في تقوية جهاز المناعة. كما يشاهدون على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات الطبخ التي ينشرها طهاة هواة والتمارين الرياضية التي يصوّرها مدربوّن شخصيون.
إتحاد كولديريتي (Colderetti) الزراعي لاحظ أنّ بعض الإيطاليين يهتمّون بإعداد الطعام لتمضية الوقت خلال فترة العزل. وإذا كانت مبيعات ورق التواليت قد ضربت رقماً قياسياً في بلدان كالولايات المتحدّة مثلاً، فإنّ مبيعات الدقيق والسكر والحليب قد سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً في إيطاليا وهي مقادير تدخل في صناعة الحلويات والمعكرونة والبيتزا.
وكما يقول المثل الروماني القديم "كلّ الطرق تؤدّي إلى روما" كذلك بالنسبة للإيطاليين كلّ طرق التسلية المتاحة أمامهم، خلال حجرهم الصحي، تؤدّي بهم إلى المطبخ... بانتظار العودة إلى حياتهم الطبيعة.
مونت كارلو الدولية