القدس - وكالات
من المحتمل أن هاتفك مليء بالتطبيقات التي قد يكون منها ما يندر أن تستخدمه، لذا فإن من المفيد أن تراجعها بانتظام لتتحقق مما يمكنك أن تزيله منها، لكن إزالة هذه التطبيقات ليست أمرا سهلا دائما.
وقالت الكاتبة بوبي ديمبسي (مجلة "ريدرز دايجست" الأميركية) إن الكثير من التطبيقات تحتل مساحة كبيرة في الهاتف وتستخدم ذاكرته وتجعل من الصعب العثور على ما يحتاجه المستخدم بسرعة.
وأشارت إلى أن بعض هذه البرامج يتجسس أو يشكل خطرًا أمنيًا على الأشخاص.
ولحذف بعض التطبيقات، ستحتاج إلى أكثر من مجرد الضغط على خيار "حذف" الذي قد تعتقد به أنك تخلصت من التطبيق، غير أنه يبقى مختبئا في الخلفية ويساهم في إضعاف جهازك أو يتسبب في مشاكل أخرى.
في هذا السياق، يقول جان فيكسامار، أحد كبار المتخصصين في إدارة الثغرات الأمنية في تامبا بولاية فلوريدا، "من الخطأ أن تعتقد أنك بمجرد حذف التطبيق، ستقطع علاقتك به وبالشركة التي تملكه".
وأضاف فيكسامار أن "تلك الشروط والأحكام التي مررت بها سريعا في معظم الحالات أثناء تثبيت التطبيق، منحته إذنا غير مقيد لاستخدام بياناتك بأي طريقة يراها مناسبة، ضمن القوانين المعمول بها".
الراحة لها ثمن
يستخدم كثيرون بانتظام مجموعة متنوعة من التطبيقات على مدار اليوم، ويثبتونها تلقائيا يوميا دون تفكير، ومما لا شك فيه أن هذه التطبيقات تجعل حياتنا أسهل وتساعدنا على توفير الوقت، لكن قد يكون لهذه الراحة جانب سلبي.
بحسب ستيف تشيرشيان كبير مسؤولي أمن المعلومات في شركة "إكس واي بي آر أو"؛ شركة تحليلات للأمن الإلكتروني، فإنه "يجب مشاركة بياناتنا مع التطبيقات لتصبح ذات قيمة، وفي معظم الحالات، هذا يعني تقديم معلومات حساسة للغاية عنا وعن حياتنا".
وأوضح: "تتم مشاركة جميع هذه البيانات على أمل أن يحمي مؤسس التطبيق معلوماتنا الشخصية. لكن في المقابل، أثبتت فضيحة فيسبوك وكامبريدج أناليتيكا أن ذلك ليس هو الحال".
وأكد تشيرشيان أن التطبيقات هي أبرز وسيلة لتنفيذ هجوم من أجل خرق خصوصية البيانات، وذلك وفقا لنسخة صدرت عام 2018 من تقرير التحقيقات بشأن خرق البيانات من فيرايزون.
لماذا يمكن أن يكون حذف التطبيقات صعبا؟
أوضحت الكاتبة ديمبسي أنه غالبا ما تكون التطبيقات جزءا من شبكة معقدة من الأدوات والمنتجات والمواقع المترابطة التي تتتبع معلوماتك وتشاركها دون أن تدرك ذلك على الأرجح.
ويقول تشيرشيان: "فكر في تطبيق المواعدة على سبيل المثال، فعادة ما يُربط بحساب فيسبوك الذي يمكّن التطبيق من الوصول إلى الصور وقوائم الأصدقاء والمعلومات الأخرى عنك المتاحة في فيسبوك".
وأكد: "لذا عليك أن تفترض أن مطوّر التطبيق مطلع على كل ما هو متاح في ملفك الشخصي في فيسبوك بإذن منك".
وحذر تشيرشيان مستخدمي التطبيقات من أنه لا يمكن اعتبار معلوماتك الخاصة محمية، "معظم التطبيقات غير آمنة أبدا، ولا يتبع المطورون أفضل ممارسات الأمان عند تطويرها".
وبيّن: "تصميم التطبيقات يكون لأداء الوظائف وليس للأمان، فهو أمر صعب ويستغرق وقتا طويلا، وغالبا ما يسبب تأخيرا في إطلاق التطبيق والأنشطة المدرة للدخل. لذا، افترض دائما أن التطبيق لا يؤمّن بياناتك بشكل صحيح".
الطريقة الصحيحة لإزالة التطبيق تماما
هناك عدة خطوات للتأكد من فصل التطبيق تماما عن حساباتك ومعلوماتك الأخرى، ويقترح لذلك تشيرشيان اتباع الخطوات التالية:
أولًا: احذف جميع بياناتك على التطبيق، وتثبت من كل إعداد فيه، وابحث عن خيارات حول البيانات أو الخصوصية.
ثانيًا: أيضا ادخل التطبيق من خلال متصفح الويب، ففي بعض الأحيان، تكون لديك إعدادات إضافية متاحة من خلال إصدار التطبيق الخاص بسطح المكتب.
ثالثًا: ألغِ أي عملية دمج للتطبيق مع فيسبوك أو غوغل التي ربما كنت قد سمحت بها للدخول مباشرة للتطبيق.
وينبه المختص الأمني إلى أن عليك أن تسأل نفسك دائما: "هل يحتاج هذا التطبيق حقا إلى كل صلاحيات الوصول هذه، بل هل أحتاج أنا حقا إلى هذا التطبيق؟".
تطبيقات ينبغي أن تتجنبها
بعض التطبيقات مزعجة جدا، إذ يوصي الخبراء بحذفها فورا أو عدم تنزيلها أصلا.
ويوضح فيكسامار: "هناك عدد من التطبيقات شديدة الخطورة من منظور الأمان والخصوصية، لكني لن أشير إليها بالاسم لأن هذه القائمة تتغير يوميا وأحيانا كل ساعة".
ونوه: "لكن سأعمّم وأقول إنه ينبغي أن تكون حذرا من أي تطبيق يتطلب الوصول إلى الصور والملفات والكاميرا والميكروفون".
وينبه المختص الأمني إلى أن عليك أن تسأل نفسك دائما: "هل يحتاج هذا التطبيق حقا إلى كل صلاحيات الوصول هذه، بل هل أحتاج أنا حقا إلى هذا التطبيق؟".