ناشدت شركات الطيران العالمية الحكومات الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020، التعجيلَ بصفقات إنقاذ لقطاع النقل الجوي، وذلك بعد أن تضاعفت تقديراتها لفاقد الإيرادات في 2020، بسبب أزمة فيروس كورونا إلى أكثر من 250 مليار دولار.
حيث قال ألكسندر دو جونياك رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) للصحفيين “نحتاج بوضوح تحركاً هائلاً على نحو سريح وملح للغاية”.
في السياق، توقف شركات الطيران في أنحاء العالم أغلب أساطيلها، إذ لا يمكن للطائرات التحليق بسبب قيود السفر، والتي يزيد من وطأتها تهاوي الطلب بسبب المخاوف من العدوى، فيما يقول كثير منها إنه بحاجة لدعم حكومي لمنع الانهيار.
فيما يتوقع القطاع توقف حركة الطيران لشهور. وقالت “رايان إير”، أكبر شركة طيران أوروبية من حيث أعداد المسافرين، إنها لا تتوقع تشغيل رحلات في أبريل/نيسان أو مايو/أيار.
في حين لن تنجو شركات كثيرة من ضربة بهذا العنف لمالياتها. وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” إنه دون دعم حكومي، يواجه ما يصل إلى نصف شركات الطيران إفلاساً محتملاً في الأسابيع المقبلة.
من جانبه قال رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي “لدينا أزمة سيولة تأتي مسرعة – لم يعد في (دفاترنا) إيرادات لكن التكاليف مستمرة، لذا نحن بحاجة ماسة إلى بعض السيولة”.
وتعتبر أسهم شركات الطيران من أكبر ضحايا هبوط الأسواق المالية الناجم عن المخاوف من ركود عالمي، لكن روبرت ستالارد محلل فيرتيكال ريسيرش بارتنرز قال إن المدى الكامل لتأثير فيروس كورونا على قطاع الطيران قد يتجاوز أشد التوقعات قتامة حالياً.
حيث قال “نوصي بالتالي أن يواصل المستثمرون العزوف عن القطاع إلى أن نشهد استقراراً لشركات الطيران”.
في حين قال برايان بيرس كبير اقتصاديي إياتا إن شركات الطيران الأوروبية هي الأشد عرضة للخطر مع انخفاض توقعات طاقة النقل الجوي في أوروبا بنسبة 90% في الربع الثاني من 2020.
لكن إياتا تمسكت بدرجة كبيرة بتقديرات خرجت الأسبوع الماضي عن الحاجة إلى صفقات إنقاذ حكومية بقيمة 200 مليار دولار تقريباً، لكنها زادت تقديراتها لفاقد الإيرادات في 2020 لأكثر من مثليه إلى 250 مليار دولار، مقارنة مع توقعات عند 113 مليار دولار قبل أسبوعين ونصف فقط. وسيشكل ذلك انخفاضاً بنسبة 44% مقارنة مع دخل 2019.
كان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) قال الأيام القليلة الماضية إن شركات الطيران في الشرق الأوسط تواجه أزمة سيولة وإن مئات الآلاف من الوظائف مهددة بسبب تفشي فيروس كورونا، وحث الحكومات على تقديم المساعدة.
حيث أدى انتشار الفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من ثمانية آلاف شخص على مستوى العالم، لتحذير الكثير من شركات الطيران من أنها قد لا تنجو من الأزمة.
في حين حذر نائب رئيس إياتا لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط محمد علي البكري من أن حتى أقصى قدر من خفض التكاليف يتجاوزه هبوط الإيرادات.
وقال للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف “التداعيات ليست كأي مما شهدنا من قبل. نواجه صعوبات ونعاني وننزف”.
حيث أضاف أن أكثر من 800 ألف وظيفة مهددة بشكل مباشر في عشر دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بينها الإمارات والسعودية والمغرب.
بحسب إياتا، وهي المنظمة الأكبر في القطاع، فإن التفشي كلّف شركات الطيران بالشرق الأوسط 7.2 مليار دولار من الإيرادات حتى 11 مارس/آذار، مع إلغاء 16 ألف رحلة منذ يناير/كانون الثاني.