الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عائلة الأزعر من قبلان شاهد على جرائم الاحتلال بالضفة
تاريخ النشر: الجمعة 15/08/2014 08:18
عائلة الأزعر من قبلان شاهد على جرائم الاحتلال بالضفة
عائلة الأزعر من قبلان شاهد على جرائم الاحتلال بالضفة

 نابلس- إسراء غوراني-  لم تتوقع عائلة الأزعر من بلدة قبلان جنوب نابلس أن تكون هدفا لرصاص الاحتلال وقذائفه، فبينما كان أفراد العائلة ينامون في منزلهم وفي ساعة متأخرة من ليل الاثنين، انهال الرصاص عليهم من كل الجهات ودون سابق إنذار. قوات الاحتلال التي دخلت البلدة لاعتقال الشاب زكريا الأقرع لم تترك مواطني البلدة الآمنين في بيوتهم، حيث أسفرت العملية الإسرائيلية عن استشهاد الأقرع وإصابة عائلة الأزعر وتدمير منزلها.

في إحدى غرف مشفى رفيديا بنابلس، يرقد أفراد عائلة الأزعر المصابون، فالأم والأب واثنان من الأبناء مصابون بشظايا القذيفة الإسرائيلية التي اخترقت منزلهم. وقال بلال الأزعر الابن الأكبر للعائلة أثناء تواجده في المشفى بجوار والده المصاب: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي فور اقتحامها للبلدة قامت باعتقاله هو وشقيقه طلال خلال تواجدهما خارج المنزل، وأخلت سبيلهما في الساعة الثامنة صباحا بعد أن أنهت عمليتها في البلدة، وأثناء اعتقالهما كان الجنود يطلقون الرصاص بكثافة تجاه منزل العائلة، التي كان أفرادها نائمين، مما أدى إلى استيقاظهم فزعين، واستمر إطلاق الرصاص مدة نصف ساعة متواصلة.

جريمة متعمدة

وأضاف: "حاولت والدتي إشعار الجنود بوجود أفراد العائلة داخل المنزل ليتوقفوا عن إطلاق الرصاص، لكنهم استمروا وقاموا بإطلاق قذيفة على المنزل، رغم علمهم بوجود العائلة داخله".

القذيفة التي أطلقها جنود الاحتلال تجاه المدنيين دون اكتراث بالشرائع والقوانين الدولية التي تحظر ذلك، أدت إلى إلى تدمير المنزل من الداخل بالكامل. كما أدت إلى إصابة الوالد كمال الأزعر بشظايا في الجهة اليسرى من صدره ورقبته، وهو ما استدعى إجراء عمليتين له لاستخراج الشظايا، وأدت إلى بتر اصبعين من اليد اليمنى للوالدة، وحدوث كسور في يدها اليسرى.

ولم يسلم الأطفال في المنزل من شظايا القذيفة، حيث أصيبت ينال (15 عاما) بشظايا في صدرها ووجهها، وأصيب جلال ابن الأربع سنوات في كفه الأيسر عدا عن بتر اصبعه.

وطالب الأزعر بمحاكمة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبها بحق أسرته، لأنه استهدف منزلا لمدنيين واعتدى عليهم دون مبرر، كما ترك الجنود المصابين ينزفون لمدة ساعتين، دون السماح لسيارة الإسعاف بنقلهم للمشفى، وهو ما تسبب بتردي وضعهم الصحي، مؤكدا أن شقيقه وشقيقته ما زالا في حالة صدمة من هول ما حدث ولا يتحدثان مع أحد.

انتهاكات متزايدة

أما علي الأزعر مدير الشؤون الإدارية في بلدية قبلان فأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية في البلدة ازدادت بشكل ملحوظ مؤخرا، فيتم اقتحام البلدة بشكل شبه يومي، معتبرا ما حدث يوم الاثنين من الاعتداء على منازل المواطنين بهمجية، وإلقاء قذيفة على المنزل دون سابق إنذار ما هو إلا إمعان في قمع الشعب الفلسطيني والضغط عليه.

وطالب الجهات الرسمية والحقوقية بوضع حد لانتهاكات الاحتلال، التي تزداد يوما بعد يوم دون رادع، فالعائلة التي تم استهدافها ليست مطلوبة للاحتلال، والاعتداء عليها بهذا الشكل الوحشي وبدون سبب غير مقبول في كافة الشرائع والقوانين الإنسانية الدولية، منوها إلى أن عدة جهات رسمية قامت بزيارة البلدة بعد الاعتداء لمعاينة الأضرار مثل منظمة الصليب الأحمر ومحافظة نابلس.

من جهته أكد سميح محسن مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن ما قامت به قوات الاحتلال في بلدة قبلان أثناء محاولتها اعتقال الشهيد الأقرع ليس عملا جديدا بالنسبة لها، وهو استمرار لنهج قائم لدى الاحتلال منذ سنوات، ففي السابق قام بالمئات من الحالات الشبيهة، مضيفا: "من الواضح أن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم دليل على أن قوات الاحتلال لا تحاول تجنيب المدنيين التعرض للخطر خلال عملياتها، فما حدث من جرائم في غزة على مدار شهر كامل وما حدث في قبلان يبين عدم التزام الاحتلال بالاتفاقيات الدولية التي تؤكد ضرورة حماية المدنيين في وقت الحرب".

وحول دور المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أوضح: "رؤيتنا لا تتعلق بهذه الحادثة فحسب، فالمركز يعمل منذ عدة سنوات على ملاحقة القادة العسكريين الإسرائيليين والذين تتوفر شبهات قوية باقترافهم جرائم حرب، والعمل على هذا الملف ليس جديدا وانما هو عمل مستمر، وإذا لم يخضع الاحتلال للعقاب والمحاسبة سيستمر بجرائمة ويتمادى فيها".

يذكر أن عدد شهداء الضفة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة زاد عن عشرين شهيدا، بالإضافة إلى أكثر من 500 جريح، أغلبهم أصيبوا خلال مسيرات وفعاليات سلمية.

 

 

 

  

 

 

المزيد من الصور
عائلة الأزعر من قبلان شاهد على جرائم الاحتلال بالضفة
عائلة الأزعر من قبلان شاهد على جرائم الاحتلال بالضفة
عائلة الأزعر من قبلان شاهد على جرائم الاحتلال بالضفة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017