الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عاطوف ....تجارتها تروي معاناتها
تاريخ النشر: الثلاثاء 31/03/2020 12:35
عاطوف ....تجارتها تروي معاناتها
عاطوف ....تجارتها تروي معاناتها

نابلس: كتبت عرين بني عودة
وأنت في طريقك للدخول الى قرية عاطوف شرقي مدينة طمون بالاغوار الفلسطينية، يلفت انتباهك البيوت المتواضعة والناس البسيطة التي يجلس سكانها على البساط الذي يصنعونه بأيديهم، فيما جبالها المطلية باللون الذهبي وسهولها الخضراء المحاطة بالزهور الملونة تتربع هنا وهناك, فأينما نظرت, واجهتك صفوف مستقيمة متوازية من الأشجار, قرية يسكٌنها السكون, والهدوء.
عاطوف قرية صغيرة تقع إلى الشرق من بلدة طمون على بعد 7 كيلو متر, يبلغ عدد سكانها 2000نسمة تشتهر في تربية الثروة الحيوانية وبالزراعة المروية تقع على مساحة 96الف دونم .
وهي أشبه بقرية بسيطة بدأت ترمم بيوتها, مستمرة الاتساع بيوتها بسيطة فكل بيت فيها محكم بأسرار أشبه بصندوق مغلق, أفرادها متماسكين ببعضهم البعض، فالجميع يعرف بعضه لصغر حجم العائلات الموجودة فيها، فأبواب المنازل تفتح على مصراعيها في الأفراح والأتراح، فباب الدار لا يوصد بوجه الجار.
"وأهم ما يميزنا أننا نحافظ على العادات والتقاليد، فالعلاقة بيننا نقية، وبعيدة عن الأهداف والمصالح، ونساند بعضنا البعض, رغم اننا نعيش ظروف قاسية وجميعنا نفس الظروف" هذا ما قاله أحد سكان القرية عارف بشارات التي تبدو علامات الكبر على وجهه وافتخاره بنفسه
هكذا عرفت قرية عاطوف بتبادل المنتجات بين الافراد والعطاء ..وللجميع حق يناله من خيرات الطبيعة وما يجنيه المزارع بعد جد وعمل فيتقاسمون الخير دون وجود لأي تفرقة، فالجميع يضمهم سراج حميم يضيء لهم دروباً من الود والتسامح.
يروي رئيس المجلس القروي عبد الله خضر بشارات, أن قرية عاطوف هي قرية بسيطة يعتمد سكانها على تربية المواشي والزراعة، وهذا مصدر رزق الناس الموجودة فيها .
ويكمل بشارات في نفس السياق في عام 2005 بلغ عدد المواشي حوالي 26 الف رأس غنم ولكن حاليا 14 الف ماشية، حيث كان إعتمادهم الاكبر على الثروة الحيوانية، فلم تكن موجودة الزراعة في تلك الفترة, ولكن في الوقت الحاضر الزراعة غلبت الثروة الحيوانية، حيث تقدر نسبة الاراضي الموجودة فيها حوالي أكثر من أربعة الالاف دونم يتم زراعتها بشكل سنوي، وهذا الامر أدى إلى إزدياد عدد الناس المقبلين على الزراعة .
الصعوبات من قبل الاحتلال
ويتابع بشارات أن قرية عاطوف منطقة مستهدفة من قبل الاحتلال ومصادر من أراضيها حوالي الثلثين، وهي محاطة بخمس مستوطنات ومعسكرات اسرائيلية منها مستوطنة بقعوت ومستوطنة روعيه ومستوطنة حمدات ومعسكر سمرة, وأغلب مناطقها يعتبرها الاسرائيليين مناطق عسكرية مغلقة تستخدم لتدريبات العسكرية.
ويذكر أن قرية عاطوف تتعرض للهجمة الاستيطانية بشكل شبه يومي لمصادرة معدات الناس وهدم البيوت كل شهر، وإعطاء إنذارات كل فترة لاخلاء المنطقة، بحجة التدريبات العسكرية.
ومن أهم التطورات التي ستقام في المنطقة لتحسين الاوضاع الموجودة فيها شبكة المياه وشبكة الكهرباء، حيث أن شبكة المياه تخدم حوالي 30% من السكان وشبكة الكهرباء تخدم من 60-70% من سكان المنطقة ونحن نحاول تطوير الشبكات " هذا ما قاله رئيس المجلس لتحسين أوضاع المنطقة .
وعن الإنجازات التي تم تطويرها للقرية, يقول بشارات , تم إنشاء مجلس قروي للقرية في وسطها, بالاضافة العمل على وجود مشتل في المنطقة لتسهيل شراء المحاصيل الزراعية من نفس المكان ولتخفيف التكلفة، وعمل مختبر طبي لمعالجة الحيوانات بشكل فوري وعدم التعرض لخسائر مادية كبيرة .
ويذكر أن قرية عاطوف تضم مسجدين, المسجد الأول قديم جداً يتجاوز عمره 200عام المسمى بمسجد عاطوف القروي, علماً بأنه غير مستخدم حالياَ، والمسجد الثاني تم ترميمه حديثا، وذلك لعدم اتساع المسجد القديم ولصغر حجمه .
وهناك عيادة صحية لا تتمتع بجميع الامكانيات المناسبة لعلاج المرضى، لعدم احتوائها على معظم الاجهزة لعلاج المرضى، هو ما دفع المرضى للذهاب للمستشفيات العامة أو المستشفيات الخاصة، وهو ما يتسبب في تكدس المرضى فيها.
ويناشد بشارات وزارة الصحة للتدخل لإنهاء مأساة سوء الخدمات الصحية, مطالبا بإيجاد مركز صحي يعمل به الأطباء.
وعود وهمية لتهيئة الطرق
" سكان القرية ضاقوا ذرعاَ من الوعود الوهمية التي يتلقوها في كل مناسبة بشأن تعبيد الطرق، ذاكرين بأنّ شوارعهم لا تزال على حالها من الإهمال والتسيب، بداية بإنعدام تعبيد الطرقات والأرصفة، وتحتاج القرية إلى طرق ممهدة ومرصوصة"هذا ما قاله احدى سكان القرية جمال بني عودة .
ويكمل بني عودة بأنه لا يوجد طرق معبدة في القرية سوى الطريق الواصل بين طمون وعاطوف، وهناك صعوبات كثيرة في فصل الشتاء، بسبب هذه الطرق خاصة طلاب المدراس , قمنا بالعديد من المناشدات املين بحل مشكلة الطرق .

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017