بقلم: م. علي تيسير عودة
تلفزيون الفجر| ما ان اقتحم هذا الوباء العالم بأسره وبعد تجاوز عدد المصابين حاجز المليون مصاب في معظم دول العالم حتى سارعت الحكومات لاعلان حالة الطوارئ واتخاذ اجراءات وقائية لمحاصرة الوباء ومنع تفشيه والتي من اهمها تطبيق نظام الحجر المنزلي واغلاق كافة مناحي الحياه بهدف منع توسع رقعة انتشار الفيروس بين المواطنين، بالاضافه الى تعقيم المرافق العامه وتنفيذ العديد من حملات التوعية التي تستهدف النظافه الشخصيه وغيرها من الاجراءات التي تمنع انتشار الفيروس، الا انه بالاضافه لهذه الاجرائات لابد من تشديد الرقابه على انظمة تزويد مياه الشرب وانظمة معالجة ونقل مياه الصرف الصحي بالرغم من ان اغلب الدراسات تشير الى انه من الصعب وجود فيروس كورونا في مياه الشرب كون الفيروس لا يستطيع العيش الا على الأسطح الصلبة لفترات تتراوح ما بين 5 الى 12 ساعة او لعدة أيام وذلك حسب طبيعة تلك الأسطح، وعليه فإنه ليس من السهل انتقال الفيروس بالمياه كما انها ليست بيئة مناسبة للعيش فيها لا سيما وأنها تحوي معقمات مثل الكلورين وخاصة الكلورين ديو كسايد. حيث انه وفي حال شعر المواطن بالخوف من استخدام مياه الصنبور عليه الاتصال بمزوِّد المياه لمعرفة المزيد حول عمليات المعالجة المستخدمة والتي يمكن أن تشمل استخدام مطهرات، مثل الكلور، والتي بدورها تزيل أو تقتل الكورونا ومسببات الأمراض الاخرى قبل وصولها إلى الصنبور المنزلي.
اما بالنسبة الى انتقال الفيروس من خلال مياه الصرف الصحي فقد تم الكشف عن وجود فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي في احدى المدن الهولندية حيث تشير الأبحاث إلى أن مراقبة مياه الصرف الصحي هي استراتيجية جيدة للكشف عما إذا كانت هناك عدوى فيروسية محددة في تجمع سكاني معين حيث انه سبق واستخدم هذا النهج للكشف عن وجود فيروسات منها شلل الأطفال وفيروس الحصبة في مياه الصرف الصحي.
اما بالنسبة الى اجرائات المعالجة الروتينية المستخدمة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي والتي تنتهي بالكلوره او تعريض المياه المعالجة للاشعه فوق البنفسجية بهدف القضاء على الفيروسات ومسببات الأمراض فانها قادرة على القضاء على فيروس كورونا كما غيره من مسيببات المرض. الا ان ذلك لايعفي العاملين في هذا المجال من اتخاذ اقصى درجات الحيطه والحذر والالتزام بالتدابير الوقائية لمنع انتقال فيروس كورونا او اي من مسببات الامراض الاخرى الموجودة في مياه الصرف الصحي خاصة العاملين في صيانة شبكات الصرف الصحي حيث ان المياه العادمة في الانابيب وقبل وصولها لمحطات معالجة الصرف الصحي في اغلب الحالات لا تكون قد تعرضت لاي نوع من انواع المعالجه وبالتالي تحتوي الكثير من الكائنات الممرضه التي قد تنتقل الى الانسان وتسبب له العدوى،لذى على العاملين في هذا المجال تجنب الاتصال المباشر بمياه الصرف الصحي وتجنب ابتلاع أو استنشاق رذاذ أو ضباب مياه الصرف الصحي او جميع الأنشطة التي تؤدي إلى إمكانية الاتصال بمياه الصرف الصحي كما يجب ارتداء معدات الحماية الشخصية ، بما في ذلك الملابس الواقية والقفازات والأحذية والنظارات الواقية وقناع الوجه و/ أو قناع التنفس وغيرها من التدابير الوقائية والتي يعرفها جيدا جميع العاملين في هذا المجال.
وحفظ الله بلادنا وشعبنا من كل سوء