بقلم نوره نبيل السِيد ...
لم يكن شهر نيسان في عام 1988 قبل 33 عام ربيعاً طبيعياً على هذه البلدة البسيطة...
ففي صبيحة السادس من هذا الشهر عام 1988 في حدود الساعة العاشرة ، بدأت سماعات المساجد في البلدة تدوي محذرتاً من اقتراب مجموعة من قطعان المستوطنين حتى وصلوا الجهة الشرقية للبلدة ، وتزامن هذا الهجوم مع موسم حراثة الأرض والعناية بها وإن دل هذا على شئ فهو يدل على حقد هذا المستعمر الغاصب عندما يرى ارتباط الفلاح بأرضه وحبه لها . فعندما وصلوا الجهة الشرقية للبلدة هب أهالي البلدة صغاراً قبل الكبار بالهجوم للدفاع عن قريتهم الحبيبة ، فبدأو يخرجون من كل مكان للتصدي للمستوطنين. فاندلعت المواجهات بينهم وبين المستوطنين وسالت الدماء مما أدى لإستشهاد ثلاث شبان من القرية وإصابة آخرين ونفي آخرون واعتقل العشرات منهم وهدمت الكثير من المنازل ...
هالحادثة كانت أليمة وحزينة كثير وهي أول حادثة صارت بفترة الانتفاضة واكبرها من حيث عدد الشهداء وعدد المنازل يلي تهدمت ... طبعاً شباب البلد طلعوا من كل مكان وكل حارة و كل بيت لحتى يتصدوا للمستوطنين وطلعو ع عين روجان وهناك حاصروا المستوطنين وبس حاصروهم نزلوا من عين روجان ع الواد وهناك بالواد صارت أعداد الشباب تزيد أكثر وأكثر ، طبعاً المستوطنين كان عددهم 16 او 17 وبس شافو عدد الشباب بزيد صاروا يطخو بطريقة همجية ووحشية واستشهد موسى صالح في أرضه يلي كان يحرثها رغم إنو كان طالب جامعة إلا إنو ارتباطه في أرضه كبير (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) وتزايدت رصاصات المستوطنين أكثر وأكثر على الشباب ، بعدها قرب تيسر خريوش لحتى يتفاوض ويتفاهم معهم ووصلتو رصاصة بقدمه ...
بدو الشباب يقربوا أكثر من المستوطنين شوي شوي حتى حاصروهم من جميع الجهات وصار المستوطنين بنص الدائرة ( محاصرين من شباب البلد على مسافة قريبة) وكانت أسلحتهم مربوطة ع ايديهم بقشاط محتمي السيطرة ، وصاروا الشباب يتحركو فيهم باتجاه البلد وكان رأيي الأغلبية من أهل البلد إنو يحطوهم في الملعب باب السهل و يشوفوا شو يعملو فيهم ...
طبعاً المستوطنين بعد ما دخلو البلد بدت علامات الخوف والارتباك على وجوهم ، ووصلوا الشباب فيهم نص البلد تحديداً عند دار راجح ( راس الحبلة زي ما بسموها ) ، ولما عرفت أخت الشهيد موسى إنو المستوطنين صاروا في البلد والشباب مسيطرة عليهم ما قدرت تمسك حالها عن يلي قتلو اخوها بدم بارد وطلعت من الدار وتوجهت على منطقة راس الحبلة ومسكت الحجر و ضربتو على المستوطنين والمستوطنين فكرو إنو أهل البلد بدهم يقتلوهم وبدا المستوطن الدوبي يطخ عن جنب وطرف وأصاب أول اشي المستوطنة يلي معوو وماتت وبعدها تصدى الشاب حاتم فايز للدوبي فجسمه لحتى يدافع عن أهل بلدو و صابتوا رصاصة مما أدى لإستشهاده فوراً ( رحمه الله واسكنه فسيح جناته)
بلشت الحادثة تكبر وتكبر والأمور طلعت عن السيطرة و بلشوا أهل البلد يحاجرو على الدوبي لحتى فقد السيطرة على حالو ووقع على الأرض من كثر الحجار ، و تفرقوا المستوطنين ومنهم تخبى ف منازل البلد ومنهم هرب برا البلد ، وبعدها بلشت الجرافات والدبابات وطيارات الهيلوكبتر تعبي البلد بالإضافة ل قوات كبيرة من الجيش فاتت البلد و فرضوا منع التجول بالكامل و فتشوا جميع البيوت وأجبرو جميع سكان البلد من عمر 16_50 إنو يتجمعوا في الملعب ، و بلشوا اغلب شباب البلد يروحوا على القرى المجاورة واليهود صاروا يوزعو مناشير إنو ( اي واحد عندو حدا مخبيه يسلموو) وإلا رح يتحمل المسؤولية و ينحبس و ينهدم بيتو ...
وفاليوم الثاني من منع التجول أطلقوا النار على عصام عبد الحليم داوود وهو هارب مع الشباب واستشهد (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) ، واعتقلو مجموعة كبيرة من الشباب و حطوهم في مدرسة البلد و تعرضوا الشباب للضرب والإهانة بالإضافة انهم استخدموا سياسة جديدة معهم ولأول مرة اسمها سياسة تكسير العظام وكانو فيها يمسكوا الشباب و يمدوا ايديهم أو رجليهم و يصيروا يضربوا فيهم بالحجار أو الفاس و يضلو مستمرين بهالرعب و الوحشية لحتى تتكسر العظام بالكامل ، وكمان حاولوا يعملو تفرقة بينهم ، وهم حاطينهم بالمدرسة فكانوا اي واحد من الحارة التحتا يروحوه ويلي من الحارة الفوقا يخلوه يضربوه و يعذبوه مع انو الشهيد حاتم يلي ضحى بحياته من أجل كل الشباب كان من سكان الحارة التحتا (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) ، وفصلوا عنواين أهل البلد في الهويات ل قسمين الأول بيتا الفوقا والثاني بيتا التحتا .....
طبعاً بعدين طلع تقرير نهائي بخصوص قتل المستوطنة وبين التقرير انها ماتت بسلاح الدوبي ، وتدخل قائد المنطقة الوسطى "عمرام متسناع" إنو يوقفوا عملية هدم البيوت بعد ما انهدم 16 بيت . وإنسحبو الجيش بعد ما أثاروا الخوف والهلع ل اهالي البلد ونفوا
6 شباب من البلد ... ورغم أنهم انسحبوا من البلد و طلعوا منها إلا إنو أهل البلد كانو فترتها بعانوا من مشكلة وهي إنو يوم كانو بدهم يطلعوا برا البلد و يمرقوا من حواجز و يعرفوا الجيش انهم من بيتا كانو يبهدلوهم ومرات يعرضوهم للضرب........
واليوم وبعد ما يقارب 33 عاماً على هذه الحادثة الأليمة ، رفع أهالي البلدة علم فلسطين على قمة جبل العرمة الموجود شرق البلدة و المهدد بالاستيلاء من قبل قوات الإحتلال لصالح مستوطنيه .... ففي صباح يوم الأربعاء الموافق 11/3/2020 قام المستوطنين بالهجوم على الجبل وحدثت المواجهات بينهم وبين شباب البلدة مما أدى لإصابة الفتى محمد عبد الكريم حمايل و استشهاده فوراً لتصعد روحه باتجاه الله بينما جسده بقيَ صامداً و شاهداً على وحشيةِ الإحتلال ، و بعد 20 يوماً الشهيد الشاب إسلام عبد الغني دويكات متأثراً بجروحه التي أُصيب بها بالرأس أثناء المواجهات على جبل العرمة بعد أن كان قد رقد داخل المستشفى وأُجريت له عملية لكن مشيئة الله فوق كل شيء حيث وافته المنية مساء يوم الأربعاء الموافق 1/4/2020 لتصعد روحه نحو العلا محملة بعطر الشهادة والبراءة والأُقحوان ....
وأخيراً وليس أخراً أثبتت بلدة بيتا بما قدمته من الشهداء و