منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في مصر في 14 فبراير الماضي وحتى الآن، ومع ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في البلاد إلى 1173 مصابا، وفي جميع المحافظات، كانت شمال سيناء هي المحافظة الوحيدة التي لم تشهد أي إصابات.
ولذلك كان السؤال لماذا خلت المحافظة من كورونا؟ هل لطبيعتها الجغرافية؟ وهل لعادات وتقاليد سكانها؟ أم هناك إجراءات أخرى تتخذها المحافظة ونجحت في أن تجعلها خالية من الفيروس؟
اللواء أسامة الغندور سكرتير عام المحافظة يقول لـ"العربية.نت" إن هناك أسبابا عدة وراء خلو المحافظة من أي إصابات بفيروس كورونا، منها التزام السكان بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، ومنها التوسع الأفقي في المحافظة، ما أدى لتخفيف التكدس السكاني وعدم وجود زحام، يمكن أن يشكل بؤرة لنقل العدوى، فضلا عن تمتع المحافظة ببيئة نقية، وهواء صاف ونقي، وتهوية جيدة، تجعل المحافظة ضمن المحافظات النظيفة بيئيا.
ويضيف أن اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، اتخذ قرارا منذ بدء ظهور الفيروس، بفحص جميع الوافدين على المحافظة في كافة منافذ الدخول، وهي: منفذا العوجة ورفح مع قطاع غزة، ومنفذ بالوظة الذي يربط المحافظة بمحافظة الإسماعيلية ،ومنها إلى جميع محافظات مصر، حيث تم وضع طواقم طبية في هذه المنافذ، تقوم بفحص الوافدين والقادمين، وبالتالي منع تسلل أي إصابات بين سكان المحافظة .
واستشهد سكرتير عام المحافظة بواقعة حدثت في 23 مارس الماضي كشفت عن إجراءات المحافظة لمنع تسلل الفيروس لأراضيها، حيث أعلن في قطاع غزة عن اكتشاف حالتي إصابة بفيروس كورونا، قادمتين من الخارج، ودخلا القطاع عبر ميناء رفح البري، مرورا بشمال سيناء، مضيفا أنه وفور الإعلان في القطاع عن ذلك، تم حصر جميع الأفراد الذين خالطوا هاتين الحالتين، منذ وصولهما مطار القاهرة، ومرورهما في نطاق محافظة شمال سيناء، وتم التوصل لسائق يدعى عبودة العكور، قام بتوصيلهما، حتى ميناء رفح.
وقال اللواء الغندور إن السائق تبين أنه من أبناء محافظة الإسماعيلية وله أقارب في شمال سيناء، وتم التوصل له، وسحب عينات منه، ومن شقيقه، في مستشفى حميات الإسماعيلية، كما قامت إدارة الشيخ زويد الصحية بحصر المخالطين له من كافة أقاربه خلال تواجده في الشيخ زويد، والكشف عليهم ومتابعة حالتهم بصفة دورية لمدة 14 يوما، حتى تبين فيما بعد سلبية عينات السائق وشقيقه، وكذلك سلبية عينات جميع أقاربه.
وأضاف أن المحافظة لم تكتف بذلك، بل قامت بتفريغ كاميرات منفذ رفح البري وتحديد المتعاملين مع الحالتين المصابتين، أثناء العبور من المنفذ، وتم اتخاذ إجراءات العزل لهم ولم تظهر عليهم أي أعراض مرضية.
ويكشف سكرتير عام المحافظة أن هناك أسبابا أخرى وراء خلو المحافظة من فيروس كورونا، منها أن السكان اعتادوا على الحظر بسبب العمليات الأمنية لمكافحة الإرهاب، وتأقلموا على الحياة مع استمرار حظر التجول، وما ينتج عنه من تباعد وعدم اختلاط إلا في أضيق الحدود، ما أدى لمنع الزحام والتكدس، فضلا عن أن المحافظة لا تشهد ازدحاما في الأسواق والمحال التجارية، حيث يتم توزيع الحصص الغذائية على المواطنين، مشيرا إلى أنه ورغم ذلك كان هناك اشتباه في 8 حالات إصابة بكورونا، وبعد الفحوصات والتحاليل اللازمة تبين سلبيتها جميعا.
وقال إن من ضمن أسباب أيضا خلو المحافظة من كورونا التشديد في الإجراءات الاحترازية ومن بينها تخفيض عدد العاملين في المصالح الحكومية، لمنع الزحام، ووقف حفلات الأعراس، وسرادقات العزاء، ومنع إقامة الفعاليات، مشيرا إلى استمرار عمليات تطهير وتعقيم المباني والمنشآت والمصالح الحكومية والمدارس والشوارع والميادين يوميا، وتوفير مخزون استراتيجي من المستلزمات الطبية والكمامات وأدوات النظافة والمعقمات وأدوات التطهير بمختلف مستشفيات المحافظة.
من جانبه يؤكد الشيخ عارف العكور شيخ قبيلة العكور بالمحافظة لـ"العربية.نت" أن من أسباب خلو المحافظة من كورونا الطبيعة الجغرافية للمحافظة، وإقامة السكان في منازل مفتوحة ووسط أراضيهم الزراعية، ما يؤدي لبيئة نقية خالية من التلوث، ولا تشكل بيئة خصبة لتواجد الفيروسات، فضلا عن أن غالبية السكان يتناولون أطعمة معينة تختلف عن الأكلات المتداولة في باقي المحافظات، تزيد من مناعتهم وتقوي حالتهم الصحية.
وقال إن من طبيعة سكان شمال سيناء قلة الاختلاط، وعدم التزاحم، وهو ما يمنع تواجد أماكن العدوى، فضلا عن أن السكان ومنذ انطلاق العمليات الأمنية لمكافحة الإرهاب، وفرض حظر تجول في المحافظة، قبل فرض الحظر بسبب كورونا، يلتزمون بالبقاء في منازلهم لأطول فترة ممكنة، واعتادوا على ذلك، ما سهل عليهم تنفيذ الإجراءات الاحترازية الأخيرة بسبب كورونا، لكونهم معتادين على تطبيق مثيلاتها، من حيث الالتزام، والبقاء في المنازل، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.