بفضل سنوات أمضتها في مواجهتها فيروس نقص المناعة المكتسبة والسل، قد تتمتع دولة جنوب إفريقيا بأفضلية في مكافحة تفشي وباء كورونا، وذلك بسبب الخبرة التي اكتسبتها في كيفية إجراء اختبارات جماعية، ووجود البنية التحتية اللازمة لذلك.
ويؤكد خبراء الصحة على أن أفضل طريقة لإبطاء تفشي كورونا هي من خلال الفحص المكثف، والعزل السريع للأشخاص المصابين، ومتابعة أولئك الذين خالطوهم.
وقال المدير العام لـمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، مؤخرا: "لدينا رسالة بسيطة لكل الدول: الفحص، الفحص، الفحص".
وبدأت جنوب إفريقيا مؤخرا في القيام بذلك في وحدات الفحص المتنقلة، ومراكز الكشف في مناطق البلدات العشوائية الأكثر ازدحاما بالسكان في البلاد، حيث يعيش نحو 25 بالمئة من تعداد السكان الإجمالي، وهو 57 مليون نسمة.
ويعمل أفراد الصحة في وحدة فحص متنقلة في منطقة يوفيل الفقيرة في جوهانسبرغ، مع الحرص على ارتداء المعدات الوقائية، بينما أقيمت مراكز يمكن للسكان، ومن هم الأكثر عرضة للإصابة، الخضوع للفحص فيها، في بلدة خايليتشا بكيب تاون.
وبالنسبة لمعظم الناس، يتسبب الفيروس في أعراض متوسطة كالحمى والسعال، وتزول الأعراض خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
أما بالنسبة لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، قد يسبب كورونا أمراضا أكثر خطورة كالالتهاب الرئوي والوفاة، مما يعني أن الكثيرين في جنوب إفريقيا عرضة بشكل كبير للإصابة بحالات خطيرة من المرض، نظرا لأن الدولة تملك أكبر عدد من المصابين بـالإيدز (8 ملايين شخص)، وهي واحدة من أكبر الدول في عدد المصابين بالسل.
ويقول دينيس تشوبيرا، المدير التنفيذي لـ"شبكة جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية لأبحاث السل/ نقص المناعة المكتسبة": "يكاد يكون التباعد الاجتماعي مستحيلا عندما تعيش أسرة كبيرة في كوخ من غرفة واحدة. وغسل الأيدي المستمر ليس عمليا عندما تتشارك مئات الأسر صنبورا واحدا".
وأضاف: "هناك مناطق يتركز فيها المصابون بفيروس نقص المناعة المكتسبة والسل، وهم الأكثر عرضة للأعراض الخطيرة. هذه مناطق يمكن بسهولة أن تصبح بؤرا"، حسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.