الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
تاريخ النشر: الأثنين 18/08/2014 13:11
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف

 نابلس- إكرام عودة- في منزلها المتواضع في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة تحاول الشابة وعد حماد (21 عاما) إعادة أمجاد الفن العربي العريق، وبفرشاة ألوان دقيقة تخط حروفا أبجدية على فناجين القهوة وأكواب الشاي، لتكتب الخطوط العربية بإتقان يحفظ عراقتها وأدق تفاصيلها، ولتحميها من الاندثار في زمن كثرت فيه الصناعات الواردة من الغرب.

 

"فلتشرب قهوتك الصباحيّة بفنجانك الخاص الذي خط عليه اسمك عليه بطريقية فنية"، بهذه العبارة تلخّص وعد طبيعة عملها الذي لم يتعد مساحة غرفتها، حيث تعمل طالبة تصميم الأزياء في زاوية من غرفتها الصغيرة، والتي تتقاسمها مع شقيقاتها الست، بسبب قلة الامكانيات المادية للأسرة، فوالدها عامل بناء.

 

موهبة منذ الطفولة

تقول وعد: "لدي موهبة الرسم منذ طفولتي المبكرة ولاحظ أهلي وأقاربي موهبتي وقدرتي على الرسم بطريقة تفوق أقراني من الأطفال، وكانت صديقاتي وقريباتي يأتين إلى منزلنا لأرسم لهن الحناء على أيديهن، وكنت أستمتع بهذا العمل كثيرا".

 

ومع إنهاء وعد لدراستها الثانوية قررت الالتحاق بأكاديمية "بتسلال" للفنون والتصميم، لتنمية موهبتها وتمزج حياتها الدراسية والعملية بحلم رافقها منذ الطفولة، ولم تنتظر وعد تخرجها لتبدأ بالعمل، حيث قامت مؤخرا بإنشاء صفحتها الخاصة على الفيسبوك باسم "حرف"، لتعريف الناس بفنها وموهبتها، التي خطتها على فناجين القهوة والشاي بأنواع الخطوط العربية الأصيلة.

 

 فوجئت وعد بالاعجاب الكبير الذي أبداه متابعي صفحتها على الفيسبوك، حيث كانت تنشر صورا لأعمالها أولا بأول، وقالت: "منذ الأسبوع الأول لإنشاء الصفحة راسلني الكثير من الأشخاص الراغبين في الحصول على قطع زجاجية خطت عليها أسماؤهم بطريقة تعكس روح الفن العربي الأصيل الذي يعشقه كل فلسطيني وعربي، وبدأت بتقديم ذلك مقابل أسعار زهيدة للمساهمة في ترسيخ هذا الفن في كل منزل".

 

وتضيف أنها سعيدة بإعجاب الناس بفنها واقبالهم عليه، فمنذ ما يقارب العامين بدأت تستقبل الفتيات المقدسيات في منزلها لتزين أيديهن بزخارف الحناء، التي ترسمها بفرشاة صغيرة وبطريقة دقيقة تروق للناس، وأوضحت أن الفتيات يقبلن عليها رغم انتشار "الشبلونات" الجاهزة هذه الأيام.

حلم كبير

طالما فكرت وعد بوسيلة تجمع فيها بين حلمها وتخصصها الجامعي بطريقة لا تحتاج إلى مبلغ مالي كبير، قائلة: "لدي موهبة الرسم منذ صغري، وحلمي بالرغم من كبره يبقى بسيطا اذا ما توفر الدعم المادي له، فأنا أحلم بافتتاح متجر خاص بي بعد انهاء دراستي الجامعية، لأحقق حلمي وأفتح المجال للحرفيات والموهوبات من المقدسيّات لأخذ فرصهن في إبهار العالم بجمال الحرف اليدوية العربية".

 

"حرف" لن يكون مجرد متجر للحرف والرسم على الفناجين فحسب، فوعد تخطط لجعله بيتا للأزياء والفن العربي الأصيل، فهي متاكدة من أن أمجاده ستعود على يد شباب وشابات في مقتبل العمر.

 

وحول اختيارها لاسم "حرف" لمشروعها المستقبلي، تشير إلى أنه اقتراح من صديقة لها تؤمن بموهبتها وحقها في الحصول على فرصة بالحياة، ونوهت: "أعلم أنه في الوقت الراهن لن يدعمني سوى أهلي، لكنّي واثقة بالله وأعلم أن المجتمع بحبه لهذا الفن لن يدع قسوة الحياة تسرق حلمي مني، أرغب في التواصل مع جهات رسمية لتبني موهبتي ومشروعي، ولكني لم أفعل ذلك بعد، لأني لا أعرف مع من أتواصل".

 

"أعشق عملي"

تحدثنا وعد عن شعورها لحظة قيامها بالرسم على الفناجين، وتصف: "تتملكني سعادة غامرة أثناء إعدادي للقطع، فأنا أعشق عملي بالرغم من أن القطعة الواحدة تستغرق مني وقتا لا بأس به، حيث أقضي قرابة العشرين دقيقة في كل قطعة، وذلك لأني أرسم وأخطط على الأواني الزجاجية بشكل يدوي مما يستغرق وقتا وجهدا كبيرا.

 

وبالحديث عن الأسعار، تؤكد أن ثمن القطعة الواحدة زهيد جدا مقارنة بالمجهود الذي تبذله، فلا يتعدى ثمن القطعة الواحدة خمسة عشر شيقلا، وبدأت تتقاضى المال مقابل عملها مؤخرا، بعد إنشاء صفحتها على الفيسبوك، وتأمل بفتح محلها الخاص قريبا ليكون عملها منظما ومربحا.

 

تقول ريحان صيام إحدى الفتيات اللواتي ابتعن فناجين مزخرفة من وعد، إن القطع التي تعمل وعد على تزينها في قمة الدقة والجمالية على الرغم من بساطتها، وتصفه بأنه انعكاس لروح اللغة العربية، كما يعمل على المحافظة عليها من خلال إحياء فن الكتابة والحناء والآرابيسك العربي.

 

 نقلا عن موقع جسور الخير

 

 

 

المزيد من الصور
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
"حرف".. حلم لإحياء الفن العربي رغم قسوة الظروف
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017