بقلم الكاتبة: حلا محمد
منذ بداية ازمة كورونا اصبح الوطن رهن فيروس صغير ، كل منا كان يؤلف حكاية ويصدقها عنه ، غرقنا في اشاعات كثيرة وسمعنا عن اكاذيب عديدة بين حقيقة هذا العدو ، رغم وجود قدرات عقلية في مجتمعنا الا ان الجميع أصبح اسيرا لعقله ، فهو لا يعرف من اين يبدأ .
فجاءت حكومتنا ورسمت خريطة الشفاء ، وكان على المواطن الالتزام فقط ، جلسنا جميعا في بيوتنا مع عائلاتنا قضينا وقتا ممتعا برفقة ابناءنا ، واستنتجنا ان ظروف الحياة العملية سرقت منا جلسات اجدادنا ، جالسين خلف اجهزتنا وامامنا ضحكات من نحب ، متمددين على اسرتنا ومتناولين الذ وجبات الطعام ، لا أنكر ان الخوف هو الحديث الروتيني بين حين واخر ولكن نحن في بيوتنا امنين .
الصغار والكبار يتجمعون امام التلفاز لمشاهدة الايجاز الصحفي ونغلق ذلك التلفاز بابتسامة او بغصة ويجمعهما جملة (الله يهدي البال) .
أفتح صفحتي على الفيسبوك ارى من الناس من ينتقدون سياسة حكومتنا ويدًعون الجوع تمنيت لو ان حروفهم تخونهم وتعبر عن حالهم قبل كورونا تمنيت ان افتح صفحة احدهم وارى انجازاته فصدقا كنت احزن على حالهم ــ
ومشهد أخر كنت اشعر فيه بالفخر بأنني ابنة فلسطين فرجالها لم يبخلوا بدمائهم من اجلها اسيقفون عاجزين امام فيروس دمر دول عديدة ؟؟
لا والف لا.. كانوا سباقين بالميدان ، كانوا يرسمون الأمل لنا رغم معاناتهم ، تركوا بيوتهم ودفء عائلاتهم ، تركوا مشاعرهم وتمسكوا بخططهم الحكيمة، كنت حقا ارى الحياة بعيونهم ولن اخجل بالقول انني تعلمت الحب والعطاء من اولئك الأبطال واشعر بالخجل حين ارى جمل لا تشبه شعبي الصابر .
اقصد هنا كل مسؤول قدم مصلحة الوطن على نفسه وكل عسكري وطبيب واعلامي، وكل ملتزم في بيته انت هنا الجندي الصغير