أقدمت تركيا، مجددا على انتهاك سيادة ليبيا، بعدما هددت باستهداف الجيش الوطني الليبي، ردا على ما قالت إنه استهداف لمصالح أنقرة في البلد المغاربي، لكن هذه التصريحات تعكس حجم الخسائر التي منيت بها في طرابلس، منذ مطلع العام الجاري.
ويخوض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حربا ضد الإرهاب لأجل تحرير طرابلس التي تقع في قبضة الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج.
وحرصت تركيا على إرسال دفعات كبيرة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، بحسب ما كشفه المرصد السوري لحقوق الإنسان، لكن المقاتلين الأجانب، لم يستطيعوا إنجاز ما كانت تطمح إليه أنقرة.
وأورد المرصد، مؤخرا، أن مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا في سوريا، صاروا يرفضون الذهاب إلى ليبيا، سواء بسبب تبخر المغريات المالية التي تعدُ بها تركيا، أو لأنهم يدركون صعوبة المعركة التي تنتظرهم في ليبيا، من جراء حزم الجيش الليبي في التصدي للميليشيات المتشددة وعناصر الإرهاب.
وخلال شهر أبريل الماضي، دمّر الجيش الوطني الليبي أكثر من 13 طائرة عسكرية ومسيرة تركية، كما استهدف بغارات جوية غرفةَ التحكم بالمسيّرات التركية، في قاعدة معيتيقة.
وفي حصيلة شهر مارس الماضي، قتل أكثر من 15 جندياً تركياً، ونحو 120 من المرتزقة، الذي يقاتلون إلى جانب حكومة الوفاق. كما أسقط الجيش الوطني الليبي 12 مسيّرة تركية.
أما في شهر فبراير الماضي، اعترفت أنقرة رسمياً بوجود مقاتلين سوريين وأتراك في ليبيا، وكذلك بسقوط قتلى أتراك في المعارك، من دون أن تحدّد عددهم.
وسجّل شهر يناير الماضي بداية الخسائر البشرية التركية في ليبيا، بعد مقتل 3 جنود أتراك، وإصابة 6 آخرين. وكذلك أسقط الجيش الوطني الليبي نحو 5 مسيّرات تركية.
ورغم هذه الفاتورة الباهظة، بحسب خبراء، يمعن أردوغان في جر بلاده إلى دولة بعيدة، لأجل خدمة أجندته التوسعية، من خلال الرهان على التقارب الإيديلوجي مع الحركات المتشددة واستغلال الفوضى التي أعقبت أحداث 2011.