الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز:
يتغول المستوطنون في محاولات مستمرة للسيطرة على أراضي قرى وبلدات الضفة الغربية المختلفة، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في همجية وعنجهية لتمرير مخططاتهم الاستيطانية، يقابلها صمود وتشبث للمواطن الفلسطيني بأرضه وتضحية ومقاومة من أجل حقوقه.
إلى الشمال من محافظة رام الله، يواجه جبل الراس "أبو طنطورة" الواقع على اراضي المواطنين في بلدتي أم صفا ودير السودان، محاولات قطعان المستوطنين المستمرة للسيطرة على أراضي المواطنين ببناء الكرفانات والخيام ورعي الحيوانات.
محاولة استيطان
ومن جانبه تحدث المواطن محمد العاروري، أن مستوطنا يعرف براعي البقر، أقام بؤرة استطانية صغيرة على أراضي المواطنين في كوبر وجيبيا منذ سنوات قليلة، من خلال خيمة وعدد من الكرفانات ترافقه أبقاره التي يتجول بها في المنطقة الحرجية القريبة من مستوطنة "حلميش".
وأكد العاروري أن "راعي البقر" يحاول السيطرة على أراضي المواطنين بالمنطقة، من خلال استغلال عدم اهتمام بعض الناس بأراضيهم وانشغالهم عنها، في ظل حمايته من قبل قوات الاحتلال.
وأوضح أن المستوطن اعتدى على عدد كبير من المواطنين خلال تجواله برفقة أبقاره بالمنطقة الحرجية الواقعة بين قرى كوبر وجيبيا وأم صفا ودير السودان.
وقال: "راعي البقر يجلب معه أبقاره وأغنامه وينصب خيمة في المنطقة التي يريد السيطرة عليها، ويتصرف على مسؤوليته الشخصية، فإذا وجد أنه ليس هناك أصحاب للأرض أو أهالي يهتموا بها، فإنه يحضر بيتا صغيرا "كارافانا" ويضعه في الأرض ويطلب من الجيش حماية له، وبهذا يكون قد وضع حجر الأساس لمستوطنة جديدة".
ويقع جبل "أبو طنطورة" في منطقة مطلة بين قرى أم صفا ودير السودان وعجول وعارورة شمال محافظة رام الله، ويعتبر هذا الجبل استراتيجي لإطلالته على مدن رام الله وبيرزيت وسلفيت ومدن السهل الساحلي الفلسطيني.
تصدي الأهالي
واستنفرت الهيئات المحلية في قرى أم صفا ودير السودان وعجول وعارورة، الأهالي للتصدي للمستوطنين الذين يحاولون السيطرة على جبل الرأس "أبو طنطورة" بعد تردد عدد من المستوطنين للمنطقة برفقة أغنامهم.
وأكد مجلس قروي أم صفا، أن "المستوطنين سيفشلون بمحاولاتهم الجديدة للسيطرة على أراضي البلدة والقرى المجاورة، عندما يشاهدوا جموع الناس التي تدافع عن أرضها".
وقال المجلس: "إن الموقع لا يخص قرية لوحدها أو ملّاك أراضي بعينهم، لأن السيطرة على دونم واحد في البداية سيتبعه السيطرة على آلاف الدونمات".
ودعا قروي أم صفا بالوقفة الجادة أمام هذه الهجمة "الصهيونية" التي تسعى دائما لمصادرة الأراضي الفلسطينية، مشددًا "سنحافظ عليها بالثبات بأرضنا مهما كلفنا من ثمن".
لجنة طوارئ للمجابهة
وطالب نشطاء عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بتشكيل لجنة طوارئ خاصة لما اعتبروه "الوباء الطارئ، لأنه أخطر من أي وباء صحي قد استنفرنا له".
وأكد النشطاء على الوقوف يدا بيد لمواجهة هذا المستوطن "راعي البقر" وطرده من أرضنا، داعين إلى تشكيل لجان من الشباب تتواجد بالمنطقة بشكل مستمر لقطع الطريق على محاولات السيطرة على ارضنا من الاحتلال ومستوطنيه.
وتقام على أراضي أم صفا بالقرب من جبل الراس "أبو طنطورة" مستوطنة "عطيرت" التي يسكنها ما يقارب من ألف مستوطن، وتم بنائها عام 1981م عقب مصادرة اراضي المواطنين من قرى أم صفا وعطارة وعجول.