أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أنها دمرت اليوم الأربعاء منظومات للدفاع الجوي في ترهونة تمهيدا لاقتحامها قريبا، في حين أعلنت بلدات بالجبل الغربي تأييدها لحكومة الوفاق بعد هزائم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في المنطقة الغربية.
فقد أعلن محمد قنونو المتحدث باسم قوات الوفاق أن سلاح الجو التابع لهم دمر أربع منظومات دفاع جوي روسية الصنع من طراز "بانتسير" في ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) بالإضافة إلى مدرعتين إماراتيتين وثلاث آليات مسلحة أخرى.
وأكد المتحدث أن منظومة دفاع جوي روسية أخرى جرى تدميرها اليوم في غارة على منطقة الوشكة (شرق مصراتة وغرب سرت) وقد أسفرت الضربة عن مقتل سبعة بينهم مرتزقة روس، وفق قناة "فبراير" عن مصدر عسكري.
بدورها، ذكرت صفحة مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" على فيسبوك أن سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق شن غارات جوية ناجحة ودقيقة على تمركزات قوات حفتر بمحيط منطقة الوشكة أسفرت عن تدمير آليات مسلحة وناقلتي جنود.
اقتحام ترهونة
وقد أكد مصطفى المجعي المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" أن غرفة العمليات التابعة لقوات الوفاق استكملت ما وصفها بخطة تحرير ترهونة، وقال إن العملية ستبدأ قريبا جدا.
وأشار إلى أن تحييد الدفاعات الجوية الروسية التي نشرتها قوات حفتر في ترهونة يعد تمهيدا للعملية العسكرية التي سبقتها قبل شهر محاولة لم تكلل بالنجاح.
وقبل الهجوم المتوقع لقوات الوفاق على ترهونة، أفادت أنباء بانهيار التحالف الذي كان قائما بين اللواء التاسع المشكل من مسلحين محليين وقوات حفتر القادمة من الشرق الليبي، ويأتي هذا التطور بعد إعلان أحمد المسماري (الناطق باسم حفتر) صدور تعليمات لتنفيذ إعادة انتشار جنوبي طرابلس تشمل التراجع لمسافة ثلاثة كيلومترات تقريبا.
ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مصدر من ترهونة أن المسلحين المحليين (المعروفين بالكانيات) طالبوا بتجريد قوات حفتر من الأسلحة والعتاد قبل انسحابهم إلى المنطقة الشرقية.
وبالتزامن مع تلويح قادة ميدانيين باقتحام ترهونة قريبا، تحاول قوات الوفاق إخضاع بلدتي الأصابعة والعربان اللتين تقعان في الجبل الغربي (غربي ليبيا) وينتشر فيهما موالون لحفتر.
وأشار مراسل الجزيرة في ليبيا ناصر شديد إلى أن مسلحين في الأصابعة جنوب مدينة غريان (100 كيلومتر تقريبا جنوب غرب طرابلس) رفضوا تسليم البلدة لحكومة الوفاق.
وأفاد بمقتل خمسة من قوات حكومة الوفاق وإصابة عشرين آخرين إثر غارة شنتها طائرة تابعة لحفتر في محيط الأصابعة، كما ذكر قصف طيران الوفاق مواقع داخل البلدة.
دعم للوفاق
وعقب سيطرة قوات الوفاق أمس على بلدتي بدر وتيجي، أعلن المجلس المحلي لمدينة مزدة القريبة من غريان دعمه لحكومة الوفاق الوطني، أعلن المجلس البلدي لمدينة الزنتان والمجلس الأعلى للحكماء فيها والمجلس العسكري، وأعضاء مجلسي الدولة والبرلمان، والمؤسسات الأمنية والاجتماعية، تأييدهم لسيطرة قوات حكومة الوفاق على قاعدة الوطية الجوية (140 كيلومترا جنوب غرب العاصمة).
وأكدت هذه الأطراف -في بيان- أن الزنتان لن تكون مأوى للفارين من مدنهم وقراهم، وطالبتهم بتسليم أنفسهم وأسلحتهم، وشدّد البيان على أن الجيش والشرطة مؤسسات أمنية لا علاقة لها بالسياسة، وتخضع للحكومة المدنية وليست وسيلة للتسلط.
موازين القوى
في الأثناء، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليوم إن موازين القوى في ليبيا تغيرت بنسبة مهمة بعد انطلاق التعاون العسكري بين حكومة بلاده والوفاق الليبية في مجالي الاستشارات والتدريب.
وأضاف أكار -خلال مشاركته في احتفال أقامته وزارة الدفاع بأنقرة- أن أنشطة التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية في ليبيا ستتواصل، مؤكدا أن الحكومة الليبية حققت نجاحا كبيرا في الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان تحدث مؤخرا عن أخبار مفرحة ستأتي من ليبيا، في إشارة إلى تطورات عسكرية مهمة.
وفي موسكو، أعرب مصدر في الخارجية الروسية عن دعم بلاده لأي مبادرة تهدف إلى وقف سفك الدماء في ليبيا.
وقال المصدر الروسي إن بلاده تدعو باستمرار إلى وقف إنساني للأعمال "العدائية" خلال شهر رمضان وإنه حصلت مبادرات بهذا الشأن كان حفتر طرفا فيها.