كتبت: تــــــــسنيم خالد صــــــــعابنه
تتميّز كل دولة بطقوس خاصة تميزها عن غيرها من الدول في الأعياد والمناسبات، ومن بين هذه الطقوس عند بعض المسلمين تناول "الفسيخ" بجميع أشكاله وأنواعه في أول أيام عيد الفطر السعيد.
بحيث يهتمُّ عدد كبير من الناس بشراء "الفسيخ" الذي يُعدّ من أكثر الأكلات إقبالاً عليها يوم عيد الفطر، ويكاد يكون طقساً من طقوس العيد.
وتحتفل الأمتين العربية والإسلامية بعد غداً الأحد بحلول عيد الفطر السعيد، الذي تحييه كل دولة بطقوسها الخاصة والتي تتباين بين دولة وأخرى، من بينها تناول الفسيخ "السمك المملح".
والفسيخ أو ما يسمى علمياً بـ "وجبة إعادة التوازن للجهاز الهضمي للصائم"، وجبة منتشرة بين الفلسطينيين والأردنيين والمصريين على وجه الخصوص، وتنتشر في أول أيام عيد الفطر في العديد من منازل الفلسطينيين روائح وجبة الفسيخ، ويتباهى بعض المواطنون أنهم تناولوا وجبة الفسيخ على وجبة الإفطار.
ويعمل الفسيخ على تهيئة جدار المعدة لاستقبال المزيد من الأطعمة طيلة النهار بعد أن تعوّدت المعدة على الصيام والانقطاع عن المأكولات والمشروبات لمدة شهر كامل.
سبب تسمية الفسيخ بهذا الاسم:
تقول بعض الروايات: "نظراً لتقليص كمية الصيد في فترة الربيع، فإنه يتم حفظ السمك بالملح، ويساعد الملح على حفظ السمك أطول فترة ممكنة، ويسمح هذا بتخزينه فترة من الوقت فيتفسخ السمك ويصبح مفككاً من الداخل، ولهذا أطلق على هذا النوع من الأسماك "الفسيخ".
وروايات أخرى تقول أن طلب أحد الطهاة مجموعة من الأسياخ الحديدية؛ لاستخدامها في طبخ نوع جديد من الأكلات من سمك البوري وطلب عدد أسياخ بلغ ألف سيخ، لتصنع الطبخة لعدد كبير من الأشخاص ومع انتهاء الطهاة من تنفيذ الأكلة الجديدة المستخدم بها «آلف سيخ» أطلق على الأكلة أسم «آلف سيخ» ليدمجا معاً باسم «الفسيخ» كما هو معروف حتى وقتنا الحاضر. (حسب صوت الأمة).
ويصف المواطن أبو جمال الفسيخ فيقول "من العادات التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي تعد أحد طقوس العيد الرئيسية؛ لأنها امتداد لماضي الآباء والأجداد".
وتوضح أم يوسف طريقة عمل الفسيخ فتقول: يتم غسل الفسيخ وحشوه بكميات كبيرة من الملح ومن ثم تصفيته، بالإضافة إلى جانب وضع بهار الكركم لإكساب الفسيخ اللون الأصفر وهي عادة تقدمه مع مقبلات أخرى، كالمخللات والمكبوس والطماطم، وتعتقد أم يوسف أن أكلة الفسيخ تبعث الراحة للجسم بعد شهر صيام وتبعد الإحساس بالحرقة والحموضة في المعدة وتعيد التوازن للجسم بعد شهر صيام كامل.
كما أن هناك الكثير من التحذيرات التي تحذر المرضعات والحوامل والأطفال، ومرضى القلب والكلى وقرحة المعدة والكبد وضغط الدم المرتفع من تناول الفسيخ، لأن تناول الأسماك المملحة يزيد من إقبال الفرد على تناول المياه بصورة أكثر، وهو ما ينتج عنه العديد من المشكلات، حيث تتراكم الأملاح الزائدة على الكلى وهو ما يسبب قصورًا في مهام الكلى، لهذا يجب أن نؤكد جميعًا على عدم تناول مرضى الكلى والكبد لأي نوع من أنواع الأسماك المملحة، أما بالنسبة للمرأة الحامل، فإنه قد يسفر عن مضاعفات كبيرة يمكن أن تصل إلى الإجهاض أو ولادة طفل صغير الحجم أو به تشوهات وعيوب خلقية، كما أن تناول الأطفال لوجبة الفسيخ، قد يعرضهم إلى خطر التسمم بصورة كبيرة جداً.
وتوضح المواطنة دعاء أنها لا تشعر بفرحة العيد إلا بتناول وجبة الفسيخ في أول أيام العيد، مشيرة إلى أنّ ذلك يعد طقساً مهماً من طقوسها التي تحافظ عليه منذ زمن طويل، حيث تقوم في إعداد الوجبة وتناولها على طعام الإفطار.
وتتابع دعاء، "إنها وجبتي المفضلة، أقدمها مع الطحينة و الزيت والبصل والليمون والطماطم والبطاطس المقلية وشرائح الخيار، وأحرص على تناول المياه بكثرة عقب تلك الوجبة لتجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الأملاح الزائدة".
ويبين أبو سلطان أنّ توديع شهر رمضان واستقبال العيد المبارك لا يكون إلا بتحضير وجبة الفسيخ، موضحاً أنه يستمتع بتناول الفسيخ مع أهل بيته في يوم العيد.
وتوارثت الشعوب العربيــة بأغلبها صناعة الفسيخ وتناوله بشكل واسع؛ خاصة في عيد الفطر، ويُطلق على الشخص الذي يبيع سمك الفسيخ اسم "الفسخاني"، ويُصنع سمك الفسيخ عن طريق تجفيف السمك ووضع كمية كبيرة من الأملاح عليه لمدة تتجاوز الثلاثة أسابيع.
فوائد الفسيخ للجسم:
"وتساعد الأسماك المملحة على علاج الإمساك واضطرابات الجهاز الهضمي، وتعتبر منشطًا ومقويًا جنسيًا، نظرًا لاحتوائها على مادة الفسفور بنسبة عالية، وتخفف من أثر نزلات البرد والأنفلونزا، وتحتوي على قيمة غذائية عالية، وتعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتين، لأن كل 100 جرام من الفسيخ يحتوي على 250 سعرًا حراريًا وعلى 55 جرامًا من البروتين، وتحتوي على مضادات الأكسدة المهمة جدًا لجسم الإنسان والتي تحميه من الأمراض، ويعتبر الفسيخ والرنجة بصفة خاصة والأسماك المملحة من الأطعمة الفاتحة للشهية، وزيادة الرغبة في شرب المياه التي تنظف المعدة والكلى والكبد، نظرًا لاحتوائه على نسبة كبيرة من الأملاح". (صدى البلد)
وهناك اقتراحات موصى بها ذكرها موقع الجزيرة لإفطار أول يوم من عيد الفطر كالتالي:
• تناول حبة إلى ثلاث حبات تمر وكوبي تمر بعد الاستيقاظ.
• الذهاب لصلاة العيد.
• بعد العودة من الصلاة يتناول الشخص قطعة توست أسمر، وجبنة أو لبنة قليلة الدسم، وقطع خيار، وكوب شاي.
• بعد ثلاث ساعات يتناول الشخص حبة معمول واحدة وفنجان قهوة.
• تأخير وجبة الغداء للعصر، حتى تكون أقرب لأيام رمضان.
• تناول كمية معتدلة من الطعام على الغداء.
• على الغداء البدء بالشوربة والسلطة، ثم آخر شيء يتناول الطبق الرئيسي كالأرز واللحم، بحيث يأكل منه كمية أقل لأنه شبع من الشوربة والسلطة.