تحتفظ بعض الدول العربية بعاداتها المتوارثة منذ آلاف السنوات، رغم تغير الأوضاع المعيشية والحداثة التي طرأت على المجتمعات، وعادة ما ترتبط العادات بمناسبات دينية أو اجتماعية.
العالم-منوعات
ضمن العادات المرتبطة بانتهاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر، ما يعرف بـ"حق الملح"، وهي عادة متوارثة منذ آلاف السنوات، كما في ليبيا أيضا، إلا أنها تسمى "الكبيرة" وتستمر حتى اليوم.
"حق الملح"
من العادات الجميلة في تكريم المرأة والاعتراف لها بالجميل صباح يوم عيد الفطر.
وتتمثل عادة "حق الملح" في أن المرأة تستقبل زوجها عند عودته من صلاة العيد وهي في أبهى زينتها بعد أن تكون نظفت البيت ورتبته وبخرت زواياه، وفي يدها طبق الحلويات وفنجان القهوة. ويشرب الزوج قهوته، لكنه لا يعيد لها الفنجان فارغا بل فيه قطعة حلي من الذهب أو الفضة
بحسب إمكاناته وهذه الهدية تسمى "حق الملح". و "حق الملح" تكريم لصاحبة البيت واعتراف لها بالجميل على صبرها وتعبها خلال شهر رمضان
وتقول الشاعرة التونسية سوسن الطيب، إنها عادة من العادات التونسية الطريفة بعد تعب شهر رمضان، واهتمام الزوجة بالمطبخ وشؤون الطعام، حيث يهديها زوجها قطعة "مصوغ" من الذهب أو الفضة تسمى بحق الملح، وأنه رغم تراجعها، إلا أنها تتواصل في العديد من العائلات والمناطق التونسية.
وأضافت أن سبب التسمية يعود إلى أن الزوجة التونسية تتذوق بطرف لسانها نسبة اعتدال الملح في الطعام، دون أن تبلعه، وهو ما ينتج عنه أحيانا ضحكات ولحظات مرحة.
"الكبيرة" في ليبيا
في ليبيا يختلف الأمر من حيث التوقيت، ونوع الهدايا، حيث لا تقتصر على المشغولات الذهبية فقط.
تقول كريمة المسماري ناشطة مجتمعية ليبية، إن العادة المتوارثة منذ زمن الأجداد تغيرت عبر المراحل الزمنية.
وأضافت أن الرجل في ليبيا يهدي زوجته إما الذهب أو المال قبل العيد، وكذلك الثياب الجديد، حتى تصلي به صلاة العيد وتتزين به بعد انتهاء شهر رمضان.
وتابعت أن المتزوجين الجدد هم أكثر من يحافظون على تلك العادات، وفي مرحلة الخطوبة أيضا، وأنها من العادات التي ترتبط بنهاية شهر رمضان، حيث تتباهى الفتيات بالهدايا الذهبية التي أهدت لها يوم العيد، كما في ذلك الأزياء والنقود التي ظهرت مؤخرا في ما يعرف بـ"الكبيرة".