كـــتبت: تــــسنيم خالد صعابنه
24-5-2020
الأحــــــــد
كلوا واشربوا ولا تسرفوا
تقول الآية الكريمة: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)، فهذه الآية فيها دعوة للإنسان إلى الطعام والشراب والتحذير من الإفراط فيهما، والإسراف: هو تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، حيث لا يوجد هناك أي قاعدة من قواعد النظام الصحي التي تشمل جميع الأعمار والفئات، والتي تناسب الجميع أكثر من هذه الآية الكريمة التي تحذر من الإفراط، فإتباع هذا القول هو سبيلك إلى الصحة والسلامة.
السؤال:
ماذا أتناول أول أيام العيد بعد صيام شهر كامل، وانقطاع الطعام والشراب عن الجسم طوال النهار؟ وقد يكون الجسم تعود على نظام يختلف عن الأيام العادية، بما فيه تقارب مواعيد الفطور والسحور.
ولا نختلف أن ما يميز العيد هو تناول الكعك والحلويات والشوكولاته، بالإضافة إلى شرب العصائر والقهوة.
فيكمن السؤال هنا بما هي النصائح الطبية للأكل في أيام عيد الفطر حتى لا تكون البطن ضحية التلبك المعوي؟
مع حدوث تغير مفاجئ في مواعيد ونوعية الأطعمة المتناولة، قد يؤدي ذلك إلى إصابة العديد من الناس باضطرابات معوية وآلام في المعدة قد يصاحبها انتفاخ وإسهال، كما أنه قد يحدث لدى البعض حالات من التسمم الغذائي.
ويجب على الصائم البدء بتهيئة معدته على استقبال الطعام أول يوم العيد من خلال الابتعاد عن المقالي والمعجنات والتوابل والبهارات التي قد تسبب الثقل للمعدة، وينصح بتناول فطور صحي وخفيف.
ويشتهر مجتمعنا بالإلحاح على الشخص لتناول الضيافة وشرب المزيد من القهوة، لذا يجب الحذر من أن نتناول كمية كبيرة من هذه الحلوى تحت ضغوط الضيافة، وحتى نخرج من مأزق الحرج لعدم تلبية رغبة المضيف يمكن تناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة بدلاً من تناول هذه الحلويات التي أغلبها ما يكون المعمول والشوكولاته والمشروبات الغازية، كلما قمت بزيارة لأحد الأقرباء أو الجيران.
وينصح بتنظيم مواعيد تناول الطعام، وهذا جيد للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي وفرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي، كما يجب تجنب الاستمرار في تناول الطعام طوال اليوم وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك، ويفضل تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة على أن يتم زيادتها إلى 4 إلى5 وجبات يومية.
بعض الأشخاص يجد أن إجازة العيد هي فرصة للذهاب مع الأصدقاء والاستمتاع بتناول الحلويات وتناول الوجبات السريعة والراحة والاسترخاء، فيصبح روتينهم خلال إجازة العيد هو الأكل ثم النوم والنوم ثم الأكل، وينتابهم شعور بالكسل والخمول، ويؤدي تناول وجبات كبيرة ودسمة ثم النوم والراحة وعدم الحركة إلى الانتفاخ والتلبك المعوي وعسر الهضم وثقل المعدة.
"وتحذر الدكتورة وردة السعد من تناول كميات كبيرة من الحلويات، والإفراط في تناول الطعام، مؤكدة أن هذه الأضرار والمخاطر الصحية تتضاعف لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من أمراض ومشاكل صحية مثل مرض السكري وأمراض القلب من جراء الارتفاع المفاجئ في نسب السكر في الدم لديهم والذي ينجم عادة عن تناول الحلويات خلال العيد". (الجزيرة)
وينصح بالحرص على تناول كميات مناسبة من الماء يوم العيد طوال اليوم وذلك؛ لمنع الإصابة بالجفاف، وخاصة إذا كانت وجبة الغذاء مكونة من الفسيخ (الأسماك المملحة).
وينصح الدكتور إبراهيم إسماعيل، أخصائي التغذية، نصائح فعالة للتقليل من المشاكل الصحية التي تصيب الإنسان نتيجة تناول الأطعمة الدسمة خلال أيام العيد، والتي تتلخص بما يلي:
"إتباع نظام غذائي صحي، وليس المقصود بذلك الامتناع أو الحرمان من بعض الأطعمة، ولكن تنظيم وتقسيم الوجبات على مدار اليوم لتجنب الإصابة بمشاكل عسر الهضم. وشرب الكثير من الماء بعد الانتهاء من تناول الطعام، يساعد الجهاز الهضمي على الحركة المنتظمة خلال عملية الهضم، ومن ثم سرعة امتصاص الجسم للطعام. وممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة بعد الانتهاء من تناول الوجبة الدسمة، إذ يعمل ذلك على تحسين عملية الهضم، وتوزيع الدهون في الجسم. وتجنب تناول المشروبات الغازية أثناء أو بعد الطعام، لكونها تزيد من فرص حدوث عسر الهضم، كما أنها تمنع الجسم من امتصاص العناصر المفيدة. وتناول بعض الخضروات مع الأطعمة الدسمة، للشعور بالشبع سريعًا كما أنها تعوض الجسم عن العناصر المفيدة التي تفتقدها تلك الأطعمة.
بالإضافة إلى تناول الطعام ببطء يقلل من فرص الإصابة بالسمنة وعسر الهضم، ومع الوقت يقلل من كمية الطعام التي تتناولها. ويمكنك تناول أطعمة دسمة ولكن غير مطبوخة، فعلى سبيل المثال يفضل أن تتناول اللحوم مشوية وليست مطبوخة، لكون ذلك يقلل من نسبة الدهون، والمشاكل الصحية الأخرى. وتناول السكريات بعد الأكلات الدسمة يزيد من خطورة تأثير تلك الأطعمة على الجسم وعملية الهضم، لذلك يفضل الانتظار لمدة لا تقل عن ساعة. والابتعاد تماما عن تناول مشروب الشاي الأحمر بعد الأكلات الدسمة، لكونه يزيد من فرص الإصابة بعسر الهضم. ويفضل تناول كوب من الزبادي بعد الانتهاء من تناول الطعام الدسم، لتحسين عملية التمثيل الغذائي". (مصراوي)