بقلم : أ.م. رامي بني شمسة
ماجستير هندسة البيئة
خاض الفيتناميون ما يزيد عن عشرين عاما من حرب ضروس مع اعتى دول العالم قوة وسلاحا وبغض النظر ان روسيا والصين كانت تمدهم بالسلاح ولكن أبناء الشعب الفيتنامي الذين ضحوا بأرواح ما يزيد عن 3 ملايين منهم هم الذين حققوا النصر وحرروا وطنهم ولعل المتتبع للتاريخ يجد ان الايمان بالهدف هو من اهم أسباب تحقيقيه فلماذا لا تتحقق اهداف تحرير فلسطين مع ان احتلالها استمر منذ ما يزيد عن سبعة عقود وهل الشعب هو السبب ام عدم وجود قيادة جادة ام هي الخيانة ,وكما قيل ليس شرطا ان تكون جاسوسا لتخدم عدوك بل كونك غبيا سيخدمه اكثر .
ارتبط تحقيق الأهداف في أي عمل بان تكون مؤمنا بالهدف الذي وضعته تقوم بما يلزم لتحقيقه فالإيمان وحده لا يطعم الخبز ولا يحقق هدفا بل هناك خطوات وخطة كاملة عليك ان تتبعها حتى تحقق هدفك ,وتتلخص قصة تحقيق الأهداف في اتباع منهاج صحيح يمكن وصفة بما يلي :
أولا : حدد هدفا واضحا قادرا على تحقيقه
ثانيا : حدد الإمكانيات و الأدوات المطلوبة للوصول اليه
ثالثا : حدد الموارد والمصادر المطلوبة
رابعا : ارسم خطة واضحة مع جدول زمني تبين فيها الأدوار للوصول للهدف
سادسا : ابدا بتنفيذ خطتك واستراتيجيتك للوصول للهدف
اثنان وسبعون عاما لم نحدد هدفا حتى الان لا نعرف ما الذي نسعى اليه هل هو تحرير فلسطين كاملة ام هو حكم ذاتي ام دولة على حدود عام 1967 ام دولة كاملة او منزوعة السلاح او التفاوض مع الاحتلال او الكفاح المسلح ام المقاومة الشعبية صراحة لم اعرف الى اين نسير نجرب شيئا فاذا اعطى نتائج نتجه اليه حتى نستنزفه فاذا بدأ نجمه يخبو نبحث عن وسيلة أخرى وهكذا .
لقد كنا نفاوض دون هدف واضح ومحدد كمن يحاول ان يكسب أي شيء منهم وتناسينا اننا نملك كل شيء وطالما منطق التفاوض عن ضعف هو ما يسيطر فلن نأخذ أي شيء لأننا لم نحدد النقاط الستة المذكورة أعلاه ولم ننفذ خطتنا التي لم نرسمها أصلا ,مع ان لدينا بضعة عشر حزبا وتنظيما فليس هناك واحد منهم يملك خطة كاملة محددة الأهداف من اجل الوصول الى ما يريد ولو امتلك احدهم ذلك ستجد بقية الأحزاب ستقف ضده خوفا منهم ان يستأثر بالسلطة دونهم حين التحرير .
ما نحتاج اليه الان هو مجموعة من التغييرات الجذرية في الواقع بدءا من إزالة كل القيادات الحالية الى حل جميع التنظيمات والاحزاب بكافة مسمياتها ثم تشكيل قيادة واحدة واعية يكون عمر اكبر شخص فيها 50 عاما فقط كي لا يتذكر ما حدث من انتكاسات واخطاء في القرن الماضي ومن ثم بناء خطة حقيقية متكاملة نستلهم فيها تجارب دول تحررت من الاحتلال ونحدد الأدوار والبدائل والموارد وكل ما يلزم للوصول الى الهدف ونقدر الخسائر المتوقعة وخطط الاسناد والخطط البديلة مع تحديد الجدول الزمني للتنفيذ , عندها كونوا على ثقة اننا سنصل الى هدفنا ,لأننا ان لم نصل الى الهدف الذي حددناه وآمنا به ,فنحن كما يقول عنا في العلوم الإنسانية مهتمون بالهدف لا مؤمنين به حقا .