من ميزات الصباح هو ان تصحوا والامل يعتلى عرش الصباح واحيانا اخرى تصحوا وانت متفائل ومتشائم زهقان حزين واحيانأ اخرى تشعر بالارهاق النفسي يمنعك من الذهاب الى العمل بسبب الملل الذي نعيش واحيانأ اخرى تريد الهرب من البيت لانك تصرخ لدرجة الصياح.
ومن مميزته ايضا ان تصنع الامل وتصاب بخيبة حاده لا شفاء لها وتصاب بسقوط من علو شاهق بسبب ازمات المرحله,واحيانا نحاول ان نضع لمسات صباحيه تزّين فيها يومك سرعان ما تكتشف انك تكذب باقسى درجات الكذب ولا تستطيع أن تزين ما افسد يوم امس .
هنا العلاقات مشوه والناس بدها ترميم كالبيوت القديمه والشوارع فيها حفر ومطبات تزعجك واصوات المذيعين لا تخلوا من الكذب الفاضح والكافر يبحثون بين الخبر والاخر عن علب مكياج لكي يزينوا فيها الواقع الذي افسدته الرموز والشخصيات فنحن كلنا شركاء في ممارسة الكذب والنرجسيه .
وهنا ايضا الاشجار اصبحت عاريه وورقة التوت سقطت واحترقت والزيتون اصبح يدخل في قائمة التزوير واصبحت تموت بسبب غياب الدلال وقلة والاهتمام .
كل شيئ في هذا الوطن متغير ومتقلب حتى المناخ ودرجات الحراره ,الكل يتغير الا الوطن يبقى الوطن وتبقى فلسطين التاريخيه بكل تفاصيلها ,.....الاحتلال من عشرات السنين وهو يحاول تغيير كل معالم الوطن لكن الوطن بقي كما هو حيفا بقيت حيفا ويافا واللد والرمله واسوار عكا والجليل والناصره والمثلث, والبحر ما زال فلسطيني بكل ادبياته حتى القدس اغتصبوها وسرقوها لكنها بقيت القدس بازقتها القديمه وشوارعها وكعكها الزاكي وماذنها وكنائسها لم يتغير الوطن ,لم يترك الاحتلال أي وسيله لتغير كل فلسطين لكنه لم يستطع ولن يستطع لانها فلسطين . لقد هدموا اكثر من 500 قريه ومدينه لكن الشواهد التاريخيه ما زالت حيه ولن تمت الوطن لن يتغير .. واليوم الاحتلال يبني المستوطنات ويشق الجبال ويقتلع الشجر والحجر والانسان لكن الوطن بقي اسمه فلسطين والاسم الاخر كنعان والقدس والخليل ونابلس وجنين وغزه بقيت كما عرفناها وعرفها اجدادنا من الاف السنين ..., ان الاحتلال بكل ممارساته النازيه وكل مستوطناته الغير شرعيه سيزول يوما ما وحتما .
وهنا الحقيقه أن الوطن لم يتغير والذي تغير هو المواطن هو الانسان هو انا وانت وهم والجميع نحن من تغير تغيرنا كثيرا بدءً من انتمائنا الذي كاد لم يذكرتغيرنا بالملامح والاحلام والامنيات والاخلاق والذكريات حتى مناسباتنا تغيرت من الاعماق نحو الاحتراق والخنوع وتغيرت علاقتنا مع من نحن وصرنا ننظر لبعضنا من علو شاهق وهمي نحن لم نحب لاننا لم نفهم المعنى الجميل للحب وللعلاقات,حتى عنوانينا أضعناها .
تغيرنا يا جماعة نحو الهاويه وكل هذا بسبب الظروف التي اصبحت شماعه نعلق عليها فشلنا وخيبتنا المتكرره على امل الشفاء منها .
مره ثانيه هناك اشياء كثيره تدفعنى الى التمرد وتدفعنى بالخروج عن المالوف والمسلوب والخروج من حالة الهذيان والانبطاح والترقب والعشوائيه التي تشق جدار الصمت القاهر لنحاول مره ثانيه ان نعيد الاعتبار لكل الحياة من الوطن الى الانسان .
صحيح ان الوطن لم يتغير وهذا بسبب حجم التضحيات الكبيره التي قدمت على صرح واعتاب الحريه ونتيجة العطاء المتقدم الذي رحل من اجله الالاف بل والاف الشهداء والاسرى والجرحى ليبقى الوطن هو الوطن .
غزه وصمودها وتضحياتها كانت النتيجه الحتميه للحفاظ على ادبيات الوطن حيث ان صمود غزه ومقاومتها اعاد لنا الوطن مجددا الى صدارتنا الروحيه واعطانا مزيدا من الامل بان الوطن مازال وسيبقى يقاتل حتى الاستقلال الوطني ورفع علم فلسطين على كل شبر من فلسطين كل فلسطين .
غزه المعركه التي اضاءت طريقنا نحو الحريه لان دماء الشهداء وانين الجرحى وبراءة اطفالنا المعلقه كالاشلاء على اشجار برتقال يافا وحيفا وسنديان الكرمل وزيتون القدس ونابلس هي من اعطتنا الانتماء المتجدد للوطن واعطتنا القوه الصمود في وجه الة الحرب والدمار والقتل والاجرام الصهيوني ورثة النازيه والاستعمار.غزه جبيبتي التي سابقى اقدس ترابها الذي ارتوى بالدم والحب وعرق الرجال ورصاصات المقاومه وورد صبايا غزه ومناديل اجمل الامهات ,....إلى غزه اقول صباح الخير.