خالد معالي
لا يختلف اثنان على أن ما كان قبل 51 يوميا من العدوان على غزة؛ يختلف عنه الآن؛ بعد أن فاجأت المقاومة الأعداء قبل الأصدقاء بما لديها من سلاح، وروح قتالية وصمود؛ يرقى لدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى في وقتنا الحالي.
فمقاومة غزة بعد 51 يوما من الصمود والتألق الأسطوري قلبت موازين ومعايير لم تكن لتحدث؛ لولا بسالة وبطولة المقاومة والتفاف الجماهير حولها، فالثورة كالسمكة وبحرها الجماهير.
فلولا المقاومة لما عادت القضية الفلسطينية رقم واحد في الاهتمام العالمي ووسائل الإعلام بعدما بالكاد كانت تذكر في أواخر الصحف والنشرات الإخبارية.
ولولا المقاومة لما توحدت مختلف القوى الفلسطينية على مختلف مشاربها الفكرية، وصار لها فريق مفاوض موحد في قاهرة المعز، فالمقاومة كانت على الدوام توحد ولا تفرق.
ولولا المقاومة لما قال الصحفي "الاسرائيلي" "روني شكيد" في مقالة له صباح اليوم : استهدافنا لأبراج سكنية مدنية رسالة إفلاس وإنكسار بثها "نتنياهو" للعالم، مصوراً إيانا ضعفاء وعاجزين عن مواجهة المسلحين على الأرض.
ولولا المقاومة لما خرجت مظاهرات مليونية وما زالت في كافة عواصم العالم، مؤيدة للفلسطينيين في مقاومتهم ومستنكرة مجازر الاحتلال الوحشية.
ولولا المقاومة لما رفع الفلسطيني والعربي والمسلم رأسه بمقاومة حضارية ذات رسالة إنسانية عالمية؛ وبرغم وحشية الاحتلال؛ لا تقتل أطفالا ولا نساء، ولا تهدم أبراجا سكنية؛ في الوقت الذي قتل فيه "نتنياهو " 600 طفل فلسطيني وما زال.
ولولا المقاومة ما شعر كل فلسطيني ومن مختلف القوى بنشوة النصر والفخر بفلسطينيته بعد أن تلقت وجبات إذلال مبرمجة وقهر وعذاب من "نتنياهو".
ولولا المقاومة لما صار الفلسطيني مفاوض أو غير مفاوض؛ يتحدث بنفس قوي، وبلهجة الواثق والمستند لحائط قوي خلفه يهدد به الاحتلال بشكل مباشر وغير مباشر.
ولولا المقاومة لما عرف العالم مدى وحشية وهمجية الاحتلال وكشف زيف صورته الحضارية والديمقراطية التي يتغنى بها كذبا وزورا.
ولولا المقاومة لما كشف وفضح العديد من الحكام العرب والمسئولين بعدما أشبعوا شعوبهم خطابات وبطولات مزيفة .
ولولا المقاومة لما تحول عذاب وقهر 6000 آلاف من الأسرى؛ إلى أمل قريب وفرحة وبهجة، وارتفعت معنوياتهم بقرب الإفراج عنهم في صفقة مشرفة .
ولولا المقاومة لما هرب مستوطنو غلاف غزة من مستوطناتهم؛ بعدما ظنوا أن لا تلاقي؛ مع الفلسطيني الذين ظنوا انه عاجز وبائس ومقهور.
ولولا المقاومة لما حصلت المقاطعة الاقتصادية للكيان بقوة لا مثيل لها، وكبدت دولة الاحتلال
خسائر تقدر بمليارات الدولارات.
ولولا المقاومة لما صارت الصواريخ العبثية صواريخ تدميرية للظلم والطغيان؛ ولما صار الجيش الذي لا يقهر؛ يقهر ويبكي جنوده : إيما ايما "ماما ماما.
ولولا المقاومة لما صار المقاوم الفلسطيني رقم واحد في العالم في الحرب البرية.
ولولا المقاومة لما صار الحديث يقوى عن قرب نهاية دولة بني"اسرائيل"، وزيادة أعداد المهاجرين منها إلى دولهم التي أتوا منها.
ولولا المقاومة لما بهت العالم بقدرة مقاومة مكونة من عدة مئات؛ في مواجهة ما تصنف أنها برابع قوة جيش في العالم.
ولولا .....ولولا.....ولولا........