أثار جهاز “سحري” في مصر، يعالج فيروس الإيدز وأمراضا أخرى بينها التهاب الكبد الفيروسي، ضجة كبيرة وردود فعل ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي.
"إحنا اللي عملنا من الإيدز طحينة” بدل المثل الشعبي المصري “احنا اللي عملنا من البحر طحينة” و”احنا شعب ابن كفتة” بدل "شعب ابن نكتة” وغيرها من الشعارات الساخرة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وغيرها من الدول العربية تفاعلا مع ما تم الإعلان عنه في مصر قبل أيام من توصل القوات المسلحة المصرية إلى علاج للإيدز، وأن للأمر علاقة بالكفتة.
ولم يكن اللواء إبراهيم عبدالعاطي أو كما يطلق عليه في مصر (عبالعاطي، نسبة إلى مسرحية ريا وسكينة) يتوقع أن جهازه “السحري”، الذي يعالج فيروس الإيدز وأمراضا أخرى بينها التهاب الكبد الفيروسي، سيثير ضجة كبيرة وردود فعل ساخرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
فمنذ ظهور اللواء عبدالعاطي على التلفزيون المصري وإعلانه أن فعالية ودقة الجهاز في التشخيص تؤهله ليكون أعظم اختراع في العصر الحديث، سارعت وسائل إعلام محلية إلى النبش في حياته واختراعاته السابقة. لكن المستشار العلمي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عصام حجي وصف الاختراع أنه “فضيحة علمية لمصر".
وأضاف حجي، عبر صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أن مؤسسة الرئاسة قررت عرض نتائج الأبحاث المتعلقة بالجهاز على لجان علمية متخصصة والتواصل مع مراكز بحثية عالمية للتأكد من النتائج.
ونشرت تقارير صحفية أكدت أن عبدالعاطي ليس عسكريا، ولم يتدرج في الرتب العسكرية، وأن رتبة “لواء” حصل عليها “شرفيا”. وأكدت أنه مجرد معالج بالأعشاب وباحث في الإعجاز العلمي في القرآن على قناة الناس الدينية، التي تم إغلاقها بدعوى “نشر الخرافة".
وأكد مغردون أن ما حدث هو “أكبر عملية نصب في التاريخ المصري، ولعب بأحلام الناس وآمالهم”. من جهة أخرى، رفض إبراهيم عبدالعاطي التشكيك في الفعالية العلمية لجهازه. وصرح، أنه عُرض عليه مليار دولار مقابل بيع اختراعه في الخارج لكنه رفض. مضيفا “هربت إلى مصر وخطفتني المخابرات لحمايتي من الملاحقات".
وسخرت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين من المسألة، وقالت إن الهدف من “ادعاء الجيش اكتشاف جهاز يعالج الإيدز″ هو “الترويج للقوات المسلحة وخداع الشعب”، غير أن مغردين قالوا إنه في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي حققت مصر اكتفاءها الذاتي من المانغا في إشارة إلى تصريحات مرسي حينها.
ورغم السخرية فإن “الاختراع″ أثار شكوكا عميقة في الأوساط العلمية، حينما قال عبدالعاطي إن الجهاز سيقوم بسحب فيروس الإيدز من جسد المريض ثم سيعيده إليه “في أصبع من الكفتة ليغذيه”. وسخر مغرد “يا جماعة لا تتسرعوا في نقد جهاز (سي سي دي) للمخترع فإذا لم يعالج الإيدز فيمكن أن يستعمل الجهاز في صنع الكفتة وتصديرها وستحقق شهرة واسعة وشعبية تفوق ماكدولاند وكنتاكي".
وقالت معلقة “يسخرون منا ونسوا أن الغرب تقدم بسبب علماء مصر المهاجرين. وأي مصري يرفض التعاون مع الغرب يقتل أو يسجن أو يستبعد”.
وهاجم مغردون عصام حجي لأنه ادعى “أن أميركا متكلة عليه ليبلغها بأي إنجاز علمي لمصر لتسبق وتبتاعه".
وترجى بعضهم ألا يزاحم الأغنياء الفقراء في التدافع على طلب (خلطة الأعشاب) حتى لا يرفعوا ثمنها وأن يتركوا الفقراء يخوضون التجربة".
ويقول آخر “سيكون طلب مقابلة الكيميائي عبالعاطي أصعب من طلب مقابلة الرئيس الراحل ياسر عرفات للقاء الرئيس جورج دبليو بوش أو طلب المحامين الترافع عن معتقلي غوانتانامو".
وسخر مغرد “الكفتة تعالج الإيدز فاهيتا جاسوسة عمر سليمان عايش والأنبياء في رابعة ومرسي راجع ومبارك شريف، مصر أم الكفتة“.
وسخر آخرون “الجزارون أصدروا بيانا رحبوا فيه بالاختراع الجديد” وأكدوا أن “الكفتة بالإيدز والبهارات ستكون طبق الموسم”، فيما تساءل آخرون “هي الناس قادرة تشتري الكفتة حاف (وحدها) حتى تستطيع شراءها بالإيدز المستورد؟”.