كتب وليد خرمة

أبى قلمي إلا أن يكون له مشاركة في مشهد تحصل فريق جدعان بلاطة ذلك النادي الذي عشقت منذ طفولتي وكان لي الشرف بالعمل فيه إدارياً في مجالات شتى أيام الزمن الجميل ، لقد طال الحلم الذي انتظره العاشقون لهذا المركز، فالعديد منهم قضى نحبه قبل أن يتحقق حلمه، حتى أطفال المخيم كانوا ينتظرون بشغف هذه اللحظة وهي التتويج ببطولة الدوري، حيث تعثر الفريق مرات عديدة في السنوات الماضية رغم أنه كان في بعضها قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالبطولة، لقد هرمنا وهرم جيلنا ونحن ننتظر أيام الزمن الجميل بأن تعود ، وعادت بعد إطلاق الحكم إسحق الكيلاني صافرة النهاية معلنة رسمياً بتتويج فريق مركز شباب بلاطة كبطل لدوري المحترفين الفلسطيني ولأول مرة في تاريخ المركز وهي المرو الأولى التي يحط فيها الكأس في محافظات شمال الضفة وفي محافظة نابلس وكان الشرف بأن تكون في خزائن مركز شباب بلاطة، رغم الوقت المتأخر ليلاً إلاّ أن حبي وعشقي لمركزي ومخيمي أبى إلا أن أذهب إلى هناك وأحضر احتفالات المخيم الذي خرج عن بكرة أبيه وازدحمت الشوارع بالعاشقين المحبين المتلهفين ، فللمخيم حضور واسع في مجالات وفعاليات عديدة على مستوى الوطن وكان لا بدّ بأن يكون له حضور وتتويج ببطولة المحترفين، ومن تابع الدوري وقبل انطلاقته تبين الاستعداد الكبير وغير العادي في أروقة المركز لبطولة دوري هذا العام فلقد وعد رئيس المركز الأخ نمر شرايعه جماهير وعشاق المركز بالوصول إلى منصات التتويج وتحقق الوعد بمشيئة الله، ولم يكن هذا الانجاز الخارق أن يتحقق إلا بتكامل وتضافر جهود كافة أركان المنظومة بدءً من الإدارة والطاقم الفني للفريق واللاعبين وانتهاءً بالجماهير العاشقة والمحبة والمتعطشة لهذه اللحظة، وأنا كم كنت سعيداً بالأمس عندما شاهدت الأطفال الصغار وهم يهتفون، وكم كنت سعيداً عندما تحقق حلم العاشق المخلص والمحب للجدعان "شادي جبريل" حيث كانت الابتسامة تعلو محياه بالأمس لأنه كان دائماً يقول أريد أن أشاهد فريقي على منصات التتويج ولم يمنعه مرضه من متابعة الفريق في حله وترحاله، وأقول لقد تحقق حلمك يا شادي أدام الله عليك الصحة والعافية، وفي النهاية أقول لا يتحقق المجد إلا بجهود مخلصة وتعاون تام بين أركان المؤسسة أصحاب الهمم والطموحات العالية، ولترفع القبعات لهذه الهامات.