كشفت دراسة حديثة أنه قد يكون هناك عشرات الحضارات القائمة في مجرة درب التبانة في انتظار أن يتم العثور عليها، الأمر الذي يلقي الضوء على مصير الحياة البشرية على وجه الكرة الأرضية.
العالم - الأميركيتان
وبحسب وسائل إعلام بريطانية وأميركية مختلفة، فقد أشارت ورقة بحثية نشرت في مجلة "الفيزياء الفلكية" إلى أن الكواكب الأخرى يمكن أن تكون موطنا للحياة الغريبة، من خلال افتراض أن الحياة تتطور على تلك الكواكب بطريقة مماثلة لكيفية تطورها على كوكب الأرض، والتي يمكن أن تكون موطنا لتطور حيوي افتراضي مماثل.
وقال الأستاذ في جامعة نوتنغهام، كريستوفر كونسيليس: "يجب أن تكون هناك عشرات الحضارات النشطة في مجرتنا، على افتراض أن الحياة الذكية تحتاج إلى 5 مليارات سنة لتتشكل على كواكب أخرى كما هو الحال على الأرض".
وأضاف أن "الفكرة هي النظر في التطور، ولكن على نطاق كوني، من خلال الاعتماد على حسابات تسمى بحد كوبرنيكوس البيوفلكي".
وتأتي حسابات حد كوبرنيكوس البيوفلكية على شكلين: الحد القوي والحد الضعيف، كما ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية.
وتشير حسابات الحد الضعيف إلى أن الحياة الذكية تتشكل على كوكب في أي وقت بعد 5 مليارات سنة. وأما حسابات الحد القوي فهي التي تشير إلى أن الحياة الذكية تتشكل بعد 4.5 مليار و5 مليارات سنة.
واستخدم البحث الجديد حسابات الحد القوي على افتراض أن هذه الحضارات الجديدة ستحتاج إلى التطور في بيئات غنية بالمعادن. وذلك لأن الحياة البشرية تطورت بالقرب من بيئة غنية بالمعادن.
وتشير الأبحاث السابقة من عام 2012 إلى وجود "حد أدنى من المعدن النجمي" المناسب المطلوب لتشكيل كواكب مماثلة لكوكب الأرض.
واعتمد الباحثون على تلك الافتراضات حول الكواكب التي قد تتشكل فيها الحياة أو الحضارة الذكية بهدف معرفة عدد الكواكب في مجرة درب التبانة التي يمكن أن تكون قادرة على تلبية تلك الظروف الحيوية.
واكتشاف أي حضارات في مجرتنا يعتمد بقوة على مدى تمكننا من التقاط الإشارات المرسلة في الفضاء، من خلال الإشارات المرسلة عبر موجات الراديو والأقمار الصناعية.
وإذا ما تمكنت هذه الحضارات الذكية من الاستمرار مثل الحضارة البشرية على كوكب الأرض، والتي تقوم بإرسال إشارات خلال القرن الماضي، فيمكن تقدير أن هناك نحو 36 حضارة ذكية مستمرة على كواكب أخرى في درب التبانة.
وإذا كان الأمر بإرسال الإشارات على النحو الذي يجري حاليا، فإن التفاعل مع تلك الحضارات سيكون صعبا، سيما وأن متوسط المسافة إلى أي حضارة ممكنة ستبلغ نحو 17 ألف سنة ضوئية، مما يجعل التواصل صعبا للغاية.
أما السيناريو الآخر، فهو أن الحياة الذكية في مجرة درب التبانة هي الحياة على كوكب الأرض وأن الحضارات على الكواكب الأخرى تندثر قبل أن نتمكن من اكتشافها، وأن الآفاق للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل على هذا الكوكب أقل مما نعتقد.
ويقول كونسيليس: "تشير دراستنا الجديدة إلى أن البحث عن الحضارات الذكية خارج الأرض لا يكشف فقط عن وجود كيفية أشكال الحياة على الكواكب الأخرى، بل يعطينا أيضا أدلة على المدة التي ستستمر فيها حضارتنا قبل اندثارها."
وأضاف: "إذا وجدنا أن الحياة الذكية على الكواكب الأخرى أمر شائع، فإن هذا من شأنه أن يكشف عن أن حضارتنا يمكن أن تبقى لفترة أطول ولمئات من السنين، وإذا لم نتمكن من العثور على حضارات نشطة على كواكب أخرى في درب التبانة، فهذه علامة سيئة لمدى استمرار الحياة البشرية على المدى الطويل."
وأشار كونسيلس إلى أنه من خلال البحث عن أي حياة ذكية في الكواكب الأخرى، حتى لو لم نجد واحدة، فإننا سنكتشف شيئا عن مستقبل ومصير الحياة البشرية على وجه الأرض.
وهذه الدراسة ليست الأولى التي تشير إلى تطور للحياة الذكية على كواكب أخرى في مجرة درب التبانة.
فقد عثر العلماء على كوكب محتمل صالح للسكن يسمى "بروكسيما بي" والذي يدور حول النجم بروكسيما سنتوري، ويبعد حوالي 4.2 سنة ضوئية من الشمس.
ويتلقى هذا الكوكب كميات من طاقة النجم مماثلة لتلك التي يتلقاها كوكب الأرض من الشمس.
وإذا ما تم العثور على وجود أشكال مادية سائلة، فإن ذلك يعني أن الكوكب يمكن أن يكون موئلا للحياة الذكية.
إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن هناك أمورا كثيرة يتعين القيام بها للتأكد من هذا الأمر، كالتحقق من وجود غلاف جوي أو مواد كيميائية يمكن أن تدعم الحياة على وجه الكوكب.