قضى إقبال وأطفاله الأربعة وزوجته عائشة أسبوعا في فندق أدينيا الواقع في منتجع أنطاليا جنوبي تركيا.
وقال إقبال، من شمال لندن :"المسلمون أيضا يحبون الاستمتاع بالشواطئ وبناء قلاع من الرمال وعمل جميع الأشياء التي يحبها أي شخص."
وأضاف :"أردنا الذهاب إلى مكان إسلامي، يتمتع بثقافة إسلامية. ذهبنا إلى المغرب ودبي ومصر وأماكن أخرى. أعتقد أن هذا المكان ربما هو الأفضل في العالم الإسلامي- الذي يسمح لبعض المسلمات الاستمتاع بالشاطئ والسباحة."
وتوافق زوجته عائشة وتقول :"لن تقلق بشأن من يلتقطون صورا لك ثم ينشرونها على موقع فيسبوك أو أي مكان آخر. بل يمكنك الاطمئنان."
لن تصدمك أنطاليا كوجهة إسلامية على الإطلاق، بكل ما فيها من الآف الحانات والأندية ومئات الأميال من الشواطئ التي تكتظ بالرجال والنساء وهم يرتدون ملابس البحر.
ويشهد مفهوم "السياحة الحلال" ، على الرغم من ذلك، رواجا ليس هنا فحسب، بل في كثير من المدن الأخرى في شتى أرجاء تركيا. كما يقدم عدد كبير من الفنادق ما يعرف بـ"العطلات الحلال"، وقضاء عطلات على الشواطئ بما يتفق مع مبادئ الإسلام
وفندق أدينيا أحد هذه "الفنادق الحلال" وقد حصل على شهادة من اتحاد الحلال العالمية في ماليزيا.
شهدت السنوات الأخيرة زيادة في عدد الفنادق الحلال.
فعندما تولت الحكومة الإسلامية في تركيا السلطة كان هناك خمسة فنادق فقط، حسبما أخبرني أحد الصحفيين المحليين.
ولا تملك وزارة السياحة التركية أرقاما محددة، غير أن عمر سولماز، مدير عام وكالة سياحة تعمل بشكل حصري مع الفنادق الحلال، يعتقد أن هناك حوالي 50 فندقا، تجتذب نحو خمسة ملايين سائح سنويا، معظمهم من السكان المحليين.
ويوافق إلكنور تاتار أوغلو، مدير فندق أدينيا، على أن الفنادق الحلال تجتذب الزائرين المحليين، غير أنه قال إن السائحين أيضا يأتون من الدول العربية وأوروبا وآسيا والكاريبي.
وتعتبر سوق الفنادق الحلال غير مستغلة نسبيا بالنظر إلى تعداد المسلمين في أنحاء العالم والذي يصل إلى نحو 1.6 مليار نسمة. كما تعد تركيا وماليزيا وأندونيسيا والمغرب من بين أكبر الدول التي تسهم بنصيب أكبر في السياحة.
وتقول وكالة "كريسنت ريتينغ" إن حجم هذه السوق يسجل حاليا 140 مليار دولار، وثمة اعتقاد بأن السوق ستسجل زيادة تصل إلى 192 مليار دولار بحلول عام 2020.
غير أن الحزب المعارض الرئيسي في تركيا يحتج بأن زيادة الاتجاه نحو الشواطئ المعزولة والفنادق الحلال ليس أمرأ يتعلق بالأعمال التجارية فحسب، بل جزء من المساعي الرامية إلى جعل البلاد أكثر إسلامية.
وبرز على الساحة من جديد جدل بشأن تنامي السياحة الحلال عندما افتتح مينديريس توريل، عمدة أنطاليا، شاطئا للسيدات فقط في المدينة.
وقال مينديريس، خلال مراسم الافتتاح، لبي بي سي سيجري افتتاح المزيد من الشواطئ المعزولة إذا كان الطلب عليها كافيا.
وأضاف :"إن كنا ندافع عن مبادئ الديمقراطية والحرية، علينا أن نعامل الجميع على حد سواء."
وقال جوكغين أوزدوغان، عضو برلمان ينتمي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، إن الشاطئ سيساعد في تحرير السيدات المحافظات، مضيفا أنه لا توجد أي مساعي لإغلاق الشواطيء المختلطة."
لكن أيلين نازلياكا، عضوة برلمان معارضة، قالت لبي بي سي إن العزل يعني "انتزاع المرأة من أماكن في المجتمع" وحصرها في "سجون صغيرة".
ويقابل الداخل إلى الفندق لافتة زرقاء عليها سبع أهلّة تقع إلى جانب الخمس نجوم الخاصة بالفندق.
وتندهش أثناء السير داخل الفندق لوجود أرضية مكسوة بالرخام باهظ الثمن إلى جانب أحواض مياه مزينة ونافورات.
والأكثر من ذلك تشاهد لافتة مكتوب عليها "قسم السيدات" ، وهنا يلزم المرور عبر أجهزة أمن للدخول إلى المكان.
كما توجد خمسة أحواض للسباحة، جميعها معزولة للنساء فقط.
ولا يسمح بدخول الآت التصوير أو الهواتف، وتعرف سبب ذلك بالدخل، لأن السيدات المسلمات يتركن شعورهن (بلا حجاب) كما يرقصن على أنغام الموسيقى.
وترتدي جميع النساء تقريبا ملابس السباحة، إذ يفضلن ارتداء لباس السباحة "البكيني" بدلا من "البوركيني" لأنهن لا يشعرن بما يستوجب تغطية كامل الجسم. فهن متأكدات من عدم مشاهدة رجل لهن.
كما توجد شواطئ تخضع جميعها لرقابة حتى لا يشاهد الرجال ما يحدث بداخلها.
وبالمثل لا يسمح للنساء بدخول قسم الرجال.
وعلى الرغم من ذلك لا يطبق الفندق بأكمله فكرة العزل، إذ يمكنك تناول الطعام في المطعم حول مائدة كأسرة واحدة.
وجميع الأطعمة التي تقدم هنا من نوع الحلال، كما تتبع سياسة صارمة بشأن عدم تقديم المشروبات الكحولية.
وتقول عائشة :"لا نقلق بشأن ما نأكله من أطعمة، إنها تجربة إيجابية لجميع أفراد الأسرة."