من معطيات ما حصل من عدوان جوي وبحري وبري على غزه انعكاسات على جيش الصهيوني وعلى الية عمله واسطورة الجيش الذي لا يقهر بل انعكس ايضا على المؤسسه العسكرية قاطبه وعلى صناع القرار العسكري والسياسي فقد فرض العدوان على غزه واقعا متميزا للمقاومة الفلسطينية بكسر حاجز هذا الجيش بايقاع العديد من الاصابات المباشره والقتل وايقاع بعض جنوده بالأسر لدى المقاومة وخلق حالة عدم استقرار جليه بمنطقة - ماسمي غلاف غزة - باخلاءها من قاطينها من المغتصبين بالمغتصبات المحاذيه لغزة ووصول صواريخ المقاومة الى العمق بداخل الاراضي المحتله عام 48 والقدس حتى بات كيان العدو يعيش حالة القلق المستمر وانه بات بمرمى الصواريخ ومن الانعكاسات خلق حالة عدم الثقه "بالحكومه الاسرائيلية" ومنطومتها العسكرية بايقاع خسائر- القبه الحديده - التي صرف عليها البلايين واثبات فشلها امام صواريخ محليه الصنع محدثه بايدي فلسطينية ومع نجاح طفيف بتدمير بعض الانفاق الا ان غزه بمقاومتها وشعبها صمد رغم هذا التدمير مما اعجز العدوان واضطرار المؤسسه العسكرية الى ارتكاب جرائم بتدميرالابراج السكنية والمنطقه الشرقيه لرفح لارضاء" المجتمع الاسرائيلي" الذي يعيش حالة الفقدان التي لا يقدر على تحملها والتعاطي معها وخلق حالة الرعب واللجوء الشبه يومي الى الملاجىء وحالة الانقسام بين وزراء الحكومه بما يتعلق بوقف اطلاق النار واتخاذ نتنياهو قرارا بوقفها دون اللجوء الى التصويت مع اعتراض اربع وزراء وهذا يدل على الشرخ الذي اوجدته المقاومه داخل اليمين الصهيوني مع التخوف من احتمالية التعرض للمقاضاه بالمحاكم الدولية بظل ما اقترف من جرائم استهدفت المدنيين وخاصه المؤسسات الدوليه العامله بغزة وقصف مدارس الانروا التابعه للوكاله الدوليه بالامم المتحده .
اما على المدى الابعد الصعيد الدولي فقد تكبد العدو الصهيوني خسارة فرضتها عليه المقاومة الفلسطينية دوليا بانحسار التأييد الدولي بما تزامن من حالة الرفض الشعبي الدولي بالعالم وكيان العدو يدرك ان هذا يؤثر على الحكومات الصديقه له بالتراجع عن موقف التأييد بطل الضغط الجماهيري الشعبي فالاهم لتلك الدول وضعها وشأنها الداخلي . وتجلى ذلك بمنطومة الموقف من قبل دول امريكا اللاتينية بسحب السفراء وقطع العلاقات والغاء معاهدات اقتصاديه مع " اسرائيل".
اما على الصعيد الفلسطيني سياسيا فالخسارة التي تكبدها العدو الصهيوني تجلت بفقدان قضية المفاوضات وانعدام ثقه الفلسطيني باداء قيادته الفلسطينية والرفض المطلق لاي طاولة مفاوضات لا تليق ولا تلبي شروط المقاومة وهنا المعادلة اختلفت فالشروط هي للمقاومة وتجلى ذلك ايضا بما خلقته المقاومة القلسطينية من التفاف جماهيري واسع حول المقاومة وعدم تمكن العدوان من ايجاد حالة الرفض الشعبي للمقاومة رغم المحاولات المتواصله لخلق شرخ بين فصائل العمل الفلسطيني الا ان المقاومه والوعي الجماهيري الشعبي قد انتصر . وابعد من ذلك ما فرض من قبل الشارع ومكونات المجتمع الفلسطيني حالة من الوحده بالموقف الوطني وهذا تم فرضه ايضا على موقف القياده الفلسطينية الذي كان بالبدايه ضعيف ومرن وهنا تجلت روح الانتماء وحالة وحده الحال والموقف الوطني الموحد وهذا هو الانكسار الحقيقي بعدم القدرة على تكريس الانقسام والشتت بالموقف الفلسطيني سواءا الموقف الرسمي او الشعبي فالمقاومة قادت الحال الفلسطينية وكانت هي صاحبة القرار . وتصاعد وتيره العمل الشعبي المقاوم بالضفه الغربيه والقدس والاراضي المحتله عام 48 وتزامن ذلك بالمد القوي لحملات المقاطعه للبضائع" الاسرائيلية" سواء بالاراضي المحتله او بالعالم من خلال تكثيف حالة الوعي وقد تكبد العدو خسائر اقتصاديه باستمرار حملات المقاطعه فالحرب مع كيان العدو لم تتوقف عند- هدف مرحلي- باحتلال غزه او تدميرها وتدمير المقاومة بل اصبحت هناك حرب عالميه قد فتحت بادانة الجرائم والضغط على الحكومات بعدم التعامل مع " اسرائيل " وحملات المقاطعه العالمية مما اضطر سفراء " اسرائيل " لرفع قضايا على ناشطي هذه الحملات من خلال اللوبي الصهيوني بفرنسا والمانيا وكندا ... وهذا يدل على نجاح حملات المقاطعه والعجز "الاسرائيلي " وما مراهنه " اسرائيل " على فشل وحدة الموقف للوفد الفلسطيني خير دليل عل هذا الانكسار وقد تجلى ذلك بالحاله التي عاشها الشعب الفلسطيني بليلة اعلان وقف اطلاق النار فبرغم ما حل به من مجازر وقتل الا انه خرج يحتفل بانتصار المقاومة الفلسطينية