كتب أحمد زهران
يخرج الفلسطيني من بيته وهو لا يعلم مصير حياته، أصبحنا نحاول ألا نسير على طرق يوجد بها جيش الاحتلال، ولكن أكثر من 750 حاجز احتلالي تملئ شوارع الضفة.
أحمد عريقات شابٌ فلسطيني يبلغ من العمر سبعة وعشرون عاماً، توجه من بلدته أبو ديس شرقي القدس المحتلة إلى مدينة بيت لحم ليحضر أمه وشقيقته التي كانت تجهز نفسها في الصالون " الكوافير" لإقامة حفل زفافها في المساء، وصل أحمد إلى حاجز وادي النار" الكونتينر " وفي لمح البصر اختطفت روح أحمد من بين محبيه، اختطف أحمد بدم بارد، أطلق عليه النار جندي عنصري يمارس ساديته على الفلسطينيين العزل بتركهم ينزفون ويئنون، وهذا ما حصل مع الشهيد عريقات، ترك على الأرض دون تقديم العلاج الأولي اللازم له ليصفى دمه ويرتقي شهيداً ، وهذا هو حال كل الفلسطينيين.
كان الجميع يعد لزفاف شقيقة أحمد الليلة ويعدون لزفاف أحمد بعد أيام، كان الجميع يلتقط الفرح، ولكن بسبب عنصرية الاحتلال استشهد أحمد و ارتقى إلى السماء، صعدت روح أحمد عند بارئها، عند من لا يضيع حق أحد عنده، إلى دار الحق دار نصرة المظلوم .رصاصات العنصرية تقتل امال واحلام وافراح الفلسطيني دون اي ذنب .
أي قدرة إجرامية يملكها القاتل ليقتلك دون أن يرتجف له ضمير ؟ أي مشاعر تلك التي امتلكها ليقتلك دون أن يهتز له جفن ؟ كيف استطاع أن ينفذ جريمته النكراء دون أدنى مشاعر ؟. أصبحت سياسة الاعدام الميداني بدم بارد سياسة متبعة من قبل الاحتلال تحت حجج واهية، أحمد لم يكن الاول فقد سبقه الشهيد إياد الحلاق والمسعفة رزان النجار والمقعد إبراهيم أبو ثريا والطفل علي دوابشة والطفل محمد أبو خضير والقائمة تطول بقوافل الشهداء الذين أعدموا بدم بارد .
لا تتوقف جرائم لاحتلال بقتل الشهيد عريقات بل مازال يمارس أبشع جرائمه باحتجاز جثامين الشهداء في ثلاجات لشهور بل وصل بعضها إلى أكثر من عام بل أعوام ومع ارتقاء الشهيد أحمد عريقات ارتفع عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم 316 شهداء، 253 منها في "مقابر الأرقام"، و 63 جثماناً محتجزاً منذ العام 2015، هذه الجريمة تحرم عائلات الشهداء من حق دفن ابنائها بكرامة، هذه الجريمة حرب ضد القيم الانسانية .
" وا معتصماه" كلمات رددتها والدة الشهيد إياد الحلاق، هذه الأم المكلومة التي لم يبقى بحيلتها أي شيء، أعلت صوتها تستصرخ العالم الحر بأن يوقف الجرائم بحق أبناء شعبنا فلم يعد بإمكاننا أن نتحمل فراق أحبائنا بلمح البصر، ولكن من تسمع هذه الصرخات يا أم إياد، ما زلنا منقسمين ،لم تستطع دماء الشهداء توحيدنا ولا ضم الأراضي ولا جرائم الاحتلال البشعة بحق شعبنا، توحدوا أمام هذا المحتل الذي يستهدف الجميع ولا يفرق بين احد لا باللون ولا بالدين ولا بالانتماءات التنظيمية، جميعنا مستهدفون .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والنصر لشعب الثوار