عمان– (حبيب أبو محفوظ)– قدس برس
أكد سياسيون ونقابيون عرب، على أهمية دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في التصدي للمحاولات الصهيونية، اختراق المجتمعات العربية، وحالة الوعي الشعبي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز الموقف الشعبي في مواجهة مخططات المشروع الصهيوني.
جاء ذلك في الندوة السياسية الإلكترونية، التي دعا لها حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، مساء السبت، بعنوان: "دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في مقاومة التطبيع"، وتابعتها وكالة "قدس برس"، وشدد المشاركون خلالها، على ضرورة الانسجام بين المواقف الشعبية والرسمية في مواجهة المخططات الصهيونية، "التي لا تهدد فلسطين وحسب، وإنما المنطقة باسرها".
المواجهة وليس التطبيع
وقال عزيز هناوي - الأمين العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إن "الأصل في العلاقة مع الاحتلال، مواجهته، وليس ممارسة التطبيع معه"، مشدداً على أن "هذا الأمر لن يمر ولن تقبل به الشعوب الحرة".
كما أكد "هناوي"، أن الموقف الشعبي لا يزال مرتبطاً بالثوابت ومتمسكا بدعم مقاومة الاحتلال، منوها إلى "ضرورة البقاء في حالة من اليقظة، في مواجهة مؤامرات استهداف هذا الوعي الشعبي والحزبي، لا سيما في ظل انخراط أنظمة عربية في ترويج التطبيع"، وفق قوله.
وطالب، "بحماية وإسناد المواقف الرسمية المعلنة ضد التطبيع، والدفع نحو تعزيز الديمقراطية والحريات العامة، ما يخدم حالة مقاومة التطبيع".
وأكد "هناوي" على أهمية دور الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، في التأطير والتعبئة في المجتمعات المهددة بالتسلل الصهيوني، عبر الدراما والغزو الثقافي، وضرورة التواصل والتنسيق مع الأحزاب العربية والإسلامية في مجال مقاومة التطبيع، وتعزيز حالة التعاطف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، ودعم جهود مقاطعة الكيان، وفضح جرائم الاحتلال ومحاكمة قادته قانونياً وشعبياً.
و أشار إلى مخاطر التطبيع في المغرب، وتهديده للنسيج المجتمعي، واللعب على ورقة التنوع العرقي ومسألة "الأمازيع"، في وتشويه مواقف الرباط السياسية، مشيراً إلى أن استهداف المغرب كما هو استهداف الأردن، يأتي لدورهما في القضية الفلسطينية، والدفاع عن القدس، ورفض قرار الضم وصفقة القرن والمساس بالقدس".
وأضاف: "نحن نعيش في سياق الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، ولكن هذا الأمر سيبقى مرفوضاً بالنسبة لنا في المغرب العربي".
نكبة جديدة
من جانبه، قال سالم الفلاحات – نائب الأمين العام لحزب الشراكة والإنقاذ الأردني، إن "الحديث اليوم يتجه لما هو أخطر من التطبيع مع الاحتلال، فهو يدور عن تشريد السكان الفلسطينيين من أرضهم، في نكبة فلسطينية جديدة".
ورأى الفلاحات أن "هناك من يعمل لاعتبار العدو صديقاً من خلال اختراق مناهج التعليم العربية، فهم يحاربونها كما يحاربون الأحزاب السياسية الفاعلة والمؤثرة في المجتمع".
وأضاف: "وجب على الأحزاب السياسية في الدول العربية أن تعيد النظر في أولوياتها، وأن تقدم نفسها على شكل برامجي يرفض الغطرسة الصهيونية، ويعد الاحتلال عدواً أبديا".
كما حذر الفلاحات من مخاطر تفريغ النقابات من مسؤولياتها الوطنية تجاه قضايا المجتمع والأمة، مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع في مواجهة الخطر الصهيوني.
نخب سياسية تقود الشارع
بدوره، أكد عبد الله عبيدات – نقيب المهندسين الأردنيين الأسبق، على أن "النقابات المهنية بالأردن لطالما كانت سباقة في مقاومة التطبيع مع الاحتلال"، مشيراً إلى أنها "عبارة عن نخب سياسية تتحدث بلسان الشارع، لأنها وضعت أسس لمقاومة التطبيع، وتقف ضد مشاريع ضم الضفة الغربية والأغوار".
ودعا عبيدات النقابات المهنية والأحزاب، لتوحيد صفوفها والحفاظ على دورها التاريخي في مقاومة العدو الصهيوني، معتبرا أن "البنية التحتية لصفقة القرن، كانت عبر القوانين التي عطلت الحياة السياسية والحريات العامة، واستهدفت الأحزاب ودور النقابات وتفريغها من مضمونها الوطني، وسلخها عن قضايا الأمة والعمل على إضعافها لشرعنة الاحتلال".
وفي مداخلة له أكد ماجد الزير - رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، على أن "مشروع التطبيع يعني إعطاء الاحتلال صك بشرعية وجوده، وانخراطه اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في المنظومة العربية، وهذا أمر خطير ومرفوض".
وقال: إن "شعوب الأمة العربية بالرغم من هرولة أنظمتها نحو التطبيع مع الاحتلال، إلا أنها ما تزال ترفض أي شكل من أشكاله"، مشيراً إلى أن الأصوات النشاز التي تطالب بالتطبيع لا تمثل إلا نفسها، ومصيرها الزوال.
كما أكد "الزير" ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني الرسمي مع الشعبي، على أساس برنامج وطني لمواجهة المشروع الصهيوني ومقاومته بمختلف الوسائل، مع استثمار المنصات الإعلامية والثقافية كافة، لضمان بقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس أبناء الأمة والتصدي للمشروع الصهيوني، مؤكداً نجاح مشروع الرفض العربي للاحتلال وفي دعم الموقف الفلسطيني.