الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الطالب أبو عون.. تلقى نتيجته في "التوجيهي" بعد وفاته بأسبوعين
تاريخ النشر: السبت 11/07/2020 17:19
الطالب أبو عون.. تلقى نتيجته في "التوجيهي" بعد وفاته بأسبوعين
الطالب أبو عون.. تلقى نتيجته في "التوجيهي" بعد وفاته بأسبوعين

جنين - صفا
لم تكن شهادات النجاح في الثانوية العامة كلها مفرحة لأصحابها، فأحيانا يكون النجاح مبعثًا للحزن من جديد، ونكأ الجراح التي ما زالت خضراء لم تجف، وتلك حكاية الطالب الراحل "ربيع فادي أبو عون" من بلدة جبع جنوب مدينة جنين الذي توفي في 28 يونيو الماضي، أثناء كدّه في العمل لتأمين لقمة العيش والقسط الجامعي.

تلقت عائلة الطالب الراحل أبو عون اليوم نتيجته في الثانوية العامة، أظهرت نجاحه وحصوله على معدل (87.1%)، لكن مزيدًا من الدموع والنحيب كان مرافقا لأسرته التي لم تستوعب بعد، وكذا أهالي بلدته جبع رحيله المفاجئ قبل أسبوعين.

وفي منزل حزين كان الصمت سيد الموقف، فقط أفراد العائلة يحدقون في أغراضه الشخصية، كتبه، ملابسه، مقتنياته البسيطة.

ويتحدث والده بحسرة كبيرة عن نجله الذي كان طموحا بأن يلتحق بالجامعة، بعد أن دخل غرفته وما زالت كتب الثانوية العامة على وضعيتها كما تركها ربيع: "كان ربيع خلوقًا وطموحًا، وينتظر نتيجة التوجيهي بشغف وهو واثق من نجاحه".

وعن ظروف رحيله، يروي والده لمراسل "صفا" أنه بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة رافقه ربيع معه ليعمل ويدخر من عمله، ويساعده في تدبّر قسطه الجامعي بعد نجاحه، "لكن كان ما كان".

ورحل ربيع في حادث عمل صعب، بعدما وقع من علو سقف أثناء العمل في مجال البناء ليخر على قضيب حديدي كبير اخترق جسده ولم يمهله سوى عدة أيام في العناية المكثفة ليرحل شهيدًا في البحث عن لقمة العيش.

بادر ربيع لمساعدة والده في إعالة أسرته وتحمل جزءًا من نفقاتها في ظل صعوبة الحياة، ولم يعلم أن الأقدار تخبئ له ولعائلته أمرًا آخر.

ويشير والده إلى أن ربيع كان يسعى للعمل معه حتى يستفيد من الوقت ما بين انتهاء اختبارات الثانوية العامة وإعلان النتائج والتسجيل للجامعات، "لكن قدر الله كان أسرع من كل تلك الطموحات".

وتحول يوم إعلان النتائج إلى مكان للحزن ليس في منزل فادي أبو عون فحسب، بل في كل جبع التي أجمعت على خُلق الشاب الهادئ، الذي أبكى الجميع برحيله.

ويقول مدير التربية والتعليم في طولكرم طارق علاونة، الذي ينحدر من بلدة جبع: "إن رحيل ربيع كان موجعا للبلدة وللأسرة المدرسية في جبع".

ويضيف "قرر أن يكون مكافحًا يعتمد على نفسه فور إنهائه امتحانات الثانوية العامة، لكن قدّر الله وما شاء فعل".

واعتبر علاونة لمراسلنا أن ربيع كان نموذجًا للطالب المثابر الذي نجح في متابعة دراسته، وعزم على النجاح، وقد خطّط لغده بعزم وشغف لكنّ الأجل كان أسرع من النجاح، وفاضت روحه قبل موعد إعلان النتائج.

أما رفاقه وزملاءه من أبناء البلدة فلم يكن لهم من تعبير سوى إعادة نشر صور ربيع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يوجد ما يعبر عن الموقف الحزين سوى الصمت.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017