كتبت هبه طحان
نظم فريق تجوال اصداء امس الأربعاء بالاشتراك مع محمد جرادات ممثل الاغاثة الزراعية ومروان اقرع باحث في التاريخ والتراث، جولة في عدة مناطق بالاغوار الشمالية بهدف التعرف على معالمها والتضامن مع سكانها من أجل الصمود والثبات.
وشملت الجولة الميدانية عدة قرى في الاغوار منها : عين البيضاء وبردلة وعين الساكوت وعين الحلوة، التقى فيها المشاركون برؤساء المجالس والتجول في اراضي القرى وزرع أشجار الزيتون رمزا للتشبث بالأرض ودعما للسكان.
واستعرض رؤساء المجالس المعاناة التي يتعرضون لها من قبل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي والاستيلاء على كميات كبيرة من المياه، ما أدى إلى انحسار المساحات الزراعية والإنتاج الزراعي.
وبين رؤساء المجالس تلك المعاناة التي تمثلت بقيام الاحتلال بمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم والزراعة فيها، أدى ذلك إلى قلة عدد المزارعين في هذه المناطق، والاستيلاء على المياه ومنعهم من استخدامها، الأمر الذي يؤدي إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وهذا يعود بالسوء على الاقتصاد الفلسطيني وطمس الإنتاج الفلسطيني.
وقال رئيس مجلس عين البيضاء مصطفى فقها، ان القرية تابعة لمحافظة طوباس، تعتمد على الزراعة بشكل أساسي وتربية المواشي، من الجانب الزراعي فإن هذه المنطقة تمتاز بخصوبة التربة ووفرة المياه، بالرغم من ذلك الا انها تتعرض لانتهاكات هياكل الاستعمار الاستيطاني.
وأكمل حديثه قائلا بأن قضية الاستيلاء على المياه تم رفعها للمحكمة العليا الإسرائيلية، وكانت النتيجة بأن صدر قرار حصول المواطن الفلسطيني على حقوقه من المياه بمعدل ٤.٢٠٠ مليون متر مكعب من أصل ٢٢.٢٠٠ مليون متر مكعب.
إلى ذلك قال رئيس مجلس قروي بردلة زايد صوافطة ان الاحتلال يتبع سياسة قطع الأشجار وقطع المياه على السكان، حيث أنهم قاموا بقطع حوالي ٨٤ شجرة زيتون مثمرة، ويؤكد على انه لو استمر الاحتلال في قطع الاشجار، فإن السكان سيستمرون في زراعة أشجار اخرى، وسيبقون في هذه الارض صامدين ثابتين ولن يرحلوا.
من جانبه قال ممثل الاغاثة الزراعية محمد جرادات بأن الاغوار الشمالية تتعرض لسلسلة من الهجمات والاعتداءات المتكررة من قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال بهدف تفريغ المنطقة من سكانها، كونها منطقة مستهدفة بسبب وفرة مياهها وخصوبة تربتها، ويهدف إلى السيطرة على هذه الأراضي منذ عام ١٩٦٧ من أجل الاستثمار الاقتصادي لجيش الاحتلال.
واوضح ان استهلاك المياه للفرد الفلسطيني قليل جدا لا يتجاوز ٧٠ كوب بينما الإسرائيلي يتجاوز ٥٠٠ كوب، اضعاف مضاعفة من الاستهلاك الفلسطيني.
وذكر بأن هناك جملة من المشاريع تقدمها الاغاثة الزراعية، تهدف إلى تعزيز صمود السكان من أجل تثبيتهم وتصبح المنطقة مأهولة بالسكان، لأن هدف الاحتلال تفريغ المنطقة من سكانها.
وفي ذات السياق، قال الباحث في التاريخ والتراث والمختص بالفترة العثمانية في فلسطين مروان اقرع ان الاحتلال يسعى بكل جهد من أجل ضم الاغوار التي هي سلة غذاء فلسطين ومنطقة في جوفها بحر من المياه، فالاحتلال يسعى بكل قواه إلى منع قيام دولة فلسطينية.