memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia"> الأم هي الوطن والوطن هو الأم - أصداء memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia">
الرئيسية / مقالات
الأم هي الوطن والوطن هو الأم
تاريخ النشر: الأحد 31/08/2014 10:56
الأم هي الوطن والوطن هو الأم
الأم هي الوطن والوطن هو الأم

بقلم:  ثوري أبو جيش

تذكرت عندما تحررت من القيد وسنواته المريره وعندما حل الليل تركت الاحبه وذهبت الى جبال قريتي الجميله جلست هناك ورفعت هامتي الى السماء بقيت اتامل النجوم والقمر وكل حكايات السهر، بقيت اتامل شروق الشمس وماذا يعني الصباح للاسير الفلسطيني الذي يقاتل من اجل الحريه والحياة وماذا يعني ان تشاهد بلبل يغرد او حمامه بيضاء تدلل على صفاء وطهارة الصباح الذي نحلم به.

جلست هناك عند اشجار الزيتون واللوز والزعرور وكانت الدنيا ربيعا كون اذآر قد انتصف وانتفض ربيعا وازهار والفراش بدأ يرقص الحانا سماويه لم اعرف معناها الالهي لكنها كانت ترقص فرحا كانت جبال وسهول قريتي تلبس ثوبا جميلا يحمل كل الالوان والازهار وعبق الطبيعة.

تأملت اسرابا من الطيور المسافره الى حيث قدر حبيبتي الراحله, وكنت اشاهد الرعاه ولاغنام تمر الى الجبال وفجاه استقروا بمكان على ما يبدو وافر الربيع حيث صعدت اعمدة الدخان من المكان وتبين بانهم يعدون اباريق الشاي على النار وبدؤا يغنون على الشبابه الناي اغاني للحبيب واغاني فلسطينيه قد اشتقت لسماعها بعد هذا الغياب واثناء تاملي حضر همس الاطفال الى اذني اصواتهم وكانها توقظني من سبات عميق.

شاهدت اطفال المدارس وهم اطفال الحجاره يحملون حقايبهم المدرسيه متوجهين الى مقاعدهم كي يؤدوا واجبهم الوطني كي يتعلموا ويرتقوا علما ومعرفه كي نقاتل ونطرد هذا لاحتلال الغاشم من ارضنا، هنا شعرت بالحياة وبدات الذكريات تدق خزان الذاكره كوني كنت قبلهم احمل حقيبتي المتواضعه ومعها فقرنا وبساطتننا الجميله ونذهب الى صفوفنا وكنا نغني مثلهم موطني موطني, اطفال بعمر الورد حركاتهم بريئه وجميلة، وشاهدت الصبايا من طالبات المدارس وكانني لاول مره اشاهد هذا الكبرياء وهذا الجمال والثقه والتحدي يعلوا جباه هؤلاء الطالبات.

وهنا اجتاحني شعورا فيه تمرد وشوقا وحبا ورغبه وحنينا وجنونا يشبه تلك اللحظه التي كان فيها عناق الماضي بالحاضر عناق الوطن بالحريه عناق الخيال بالواقع، صرخت باعلى صوتي صمتا وكان داخلي يصرخ ,حاولت بعض الدموع ان تتمرد فرحا وغضبا انني ما زلت يقظا ليس حلما من احلام المعتقل وعلى فراشه وبين جدرانه العفنة، فهذه اللحظات كانت بمثابة لحظه انفصال ما بين الحقيقه والواقع.

تركت المكان وعدت الى مكاني الدافئ الي الايادي الجميله الحنونه التي مسحت شعري وانا طفلا وشابا واسيرا وابا وحضنتني حتى اعماقي ,تذكرت فيها غنائها فوق مهدي واثناء نومي ودعائها الذي ما زال يشكل لدي ثورة على كل اشكال التمرد على هذه العدو الصهيوني, بقيت قويا وتعلمت كيف يعشق الوطن وكيف تكون القوه والشموخ علمتني الطيبه والحنان والرأفه والحب ولاانحياز الى الفقراء والثوريين الذين نحبهم، وعلمتني الحنان وسماع هموم المساكين علمتني سماع نداء الحق وعلمتني العناد والحريه.

رحلت وتركت ذكريات لا تنسى ,كيف كانت تسهر مع القمر والمطر الذي يتساقط على شبابيك بيتنا او خيمتنا التي سكنتها اعوام كانت تحمينا من البرد ,سمعتها مره تحدث البرد والمطر وتقول له حكاية الاطفال الذين ينتظرون شروق الشمس كي يمازحوا الفراش والعصافير وتيجان الازهار تقول له غادر قليلا كي تنام عيون اطفالي كي يصحوا في الصباح سعداء بما قدمت من خيرا وقوس قزح، رحلت ذات فجرا وكانت السماء تؤلف قصه وقصه لاجمل الامهات رحلن دون كلمه ولا قبله او وداع او لمسه عابره لولدها القابع بالمعتقل ينتظر حضنها كي تعود له الحياة.

غابت دون عوده حيث نذرت الخبز والورد لعودتها من سفر, غابت امي المسكونه بالارواح الطيبه دون عودة، غابت وبغيبتها نزل الشتا وسقط البرد وفي غيبتك سقطت الطفوله على يد الحاقدين واغتالوا الورد والازهار, وفي غيبتك ما زلت افتقدك فالى روحك التي اعشقها الف سلام والف رحمه لروحك يا خاتمة النساء امي .

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017